كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

فقيل: جارية بني فلان.
فأرسل إلى حفصة رضي الله تعالى عنها، فقال: ما حملك على أن تخمري هذه المرأة، وتجلببيها، وتشبهيها بالمحصنات حتى هممت أن أقع بها لا أحسبها إلا من المحصنات؟ لا تشبهوا الإماء بالمحصنات (¬1).
وروى ابن أبي شيبة عن أبي قلابة رحمه الله تعالى قال: كان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه لا يدع في خلافته أمة تتقنع، ويقول: إنما القناع للحرائر لكي لا يؤذين (¬2).
قلت: ولا يلزم أن يكون أذاهن بالتعرض للعُهر ونحوه، بل يجوز أن يكون الأذى بالامتهان وعدم التوقير، وهذا كان اجتهاد من عمر رضي الله تعالى عنه.
وقال مجاهد في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59].
قال: متجلببين بها، فيعلم أنهن حرائر، فلا يتعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة. رواه ابن أبي شيبة، والمفسرون (¬3).
وروى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد عن أنس - رضي الله عنه -: رأى عمر
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 226).
(¬2) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6242).
(¬3) رواه الطبري في "التفسير" (22/ 46)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 661).

الصفحة 137