كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

ومن التشبه المذموم أن يخالط الرجل النساء الأجنبيات، والمرأة الرجال الأجانب، ومن ثم حرمت الخلوة بالأجنبية عليهما خشية الاستجرار إلى المعصية.
ولقد قال بعض الحكماء: باعدوا بين أنفاس الرجال وأنفاس النساء (¬1).
وروى الدارقطني في "الأفراد" بسند ضعيف، عن علي رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها: "أَيُّ شَيْءٍ خَيْر لِلْمَرْأَةِ؟
"قالت: أن لا ترى رجلًا ولا يراها رجل.
فضمها إلى صدره، وقال: "ذُرِّيَّةٌ بَعْضها مِنْ بَعْضٍ" (¬2).
قال أبو طالب المكي: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3) يقول: "شِرارُ خِصالِ الرِّجالِ خِيارُ خِصالِ النِّساءِ: الْبُخْلُ، وَالْجُبْنُ، وَالزَّهْوُ" (¬4).
لأن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مال زوجها، وإذا كانت زاهية معجبة استنكفت أن تكلم الرجال، وإذا كانت جبانة فَرَقَت من كل شيء فلم تخرج من بيتها.
¬__________
(¬1) قال علي القاري في "الأسرار المرفوعة" (ص: 145): غير ثابت.
(¬2) قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 398): رواه البزار والدارقطني في "الأفراد" من حديث علي - رضي الله عنه - بسند ضعيف.
(¬3) في "قوت القلوب": "وكان علي" بدل "وكان النبي".
(¬4) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (2/ 422).

الصفحة 156