كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

ما علموه، وأن كل علم عورضوا به جهل، ومَنْ سُلِب التوفيق وقع في ذلك كله.
ومما يدل على ذم الحماقة والجنون: أن العلم لا يصلح من فسادهما شيئًا، ولا يزين العلم شيء مثل العقل ونزاهته عن الرُّعونة، حتى قال أرسطاطاليس: زيادة العلم في الرجل الأحمق كزيادة الماء في أصول الحنظل؛ كلما ازداد علماً ازداد حماقة.
ومن ثم استعاذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من علم واسع (¬1)؛ فإنه لا ينفع إلا مع العقل.
وقيل [من الكامل]:
الْعِلْمُ لِلرَّجُلِ اللَّبِيبِ زِيادَةٌ ... وَنَقِيصَةٌ لِلأَحْمَقِ الطَّيَّاشِ
مِثْلَ النَّهارِ يَزِيدُ إِبْصارَ الوَرَى ... نُورًا وَيُعْشِي أَعْيُنَ الْخَفَّاشِ

* تَنْبِيهٌ:
قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من: حمقت السوق: إذا كسدت، وكأن الأحمق كاسد العقل والرأي، فلا يُشاور، ولا يلتفت إليه في أمر حرب أو غيره (¬2).
قال في "الصحاح": الْحُمق والْحَمَق: قلة العقل (¬3).
¬__________
(¬1) كذا في "أ"، ولعل الصواب: "لا ينفع".
(¬2) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: 22).
(¬3) انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1464) (مادة: حمق).

الصفحة 24