قلت: فما المروءة؟
قال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وتوقي الأدناس، واجتناب المعاصي صغيرها وكبيرها.
قلت: فما السخاء؟
قال: جهد المقل.
قلت: فما البخل؟
قال: أُفٍّ، وحوَّلَ وجهه عني.
فقلت: إنه لم تجبني بشيء.
قال: بل قد أجبتك.
قال ابن أبي فديك: وقدم هارون أمير المؤمنين، فأحب أن ينظر إليه، فلما أتاه هارون حرك أبا نصر بيده، فرفع رأسه وهارون واقف، فقيل له: يا أبا نصر! هذا أمير المؤمنين واقف عليك.
فرفع رأسه إليه فقال: أيها الرجل! إنه ليس بين الله وبين أمة نبيه - صلى الله عليه وسلم - خلق غيرك، وإن الله سائلك، فأَعِدَّ للمسألة جواباً، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لو ضاعت سخلة على شاطئ الفرات لخاف عمر أن يسأله عنها.
فبكى هارون وقال: يا أبا نصر! إن رعيتي ودهري غير رعية عمر ودهره.
فقال له أبو نصر: هذا والله غير مغنٍ عنك، فانظر لنفسك؛ فإنك