كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

وروى الإمام أحمد، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُوْلُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ [ثَلاثٌ] مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَبْقَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ" (¬1).
وأنشد الخطابي في "غريبه" لعبد الرحمن بن عتبة بن مسعود: [من المتقارب]
سَأَفْرِشُ نَفْسِيِ الَّتِي خَوَّلَتْ ... وَأُوْثِرُ نَفْسِي عَلى الوارِثِ
أُبادِرُ إِنْفاقَ مُسْتَجْمِلٍ ... بِمالِي أَوْ عَبَثَ العابِثِ (¬2)
وأنشد الإمام أبو الفتوح الطائي في "أربعينه" بإسناده إلى الأمير أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي: [من مخلَّع البسيط]
مالُكَ لِلْحادِثاتِ نَهْبٌ ... أَوْ لِلَّذِي حازَهُ وِراثَةْ
أَوْ لَكَ أَنْ تَتَّخِذَهُ ذُخْراً ... فَلا تَكُنْ أَعْجَزَ الثَّلاثَة (¬3)

35 - ومنها: التشبه بالدود في ركوب البحر، والأسفار الشاقة البعيدة في طلب الدنيا.
لأن الدودة قد تذهب في طلب رزقها إلى حيث تضيع فتهلك،
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 368)، ومسلم (2959).
(¬2) انظر: "غريب الحديث" للخطابي (3/ 145)، وعنده: "مستحمد" بدل "مستجمل".
(¬3) وانظر: "المدهش" لابن الجوزي (ص: 383).

الصفحة 542