كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 10/ 1)

أنه لم يمت، وأنه في جبل رضوى، وعنده عين من ماء، وعين من عسل، يأخذ منهما رزقه، وهو المهدي المنتظر.
ومنهم من اعترف بموته، وقال: إن الإمامة من بعده انتقلت إلى ابنه أبي هاشم عبد الله.
وقال آخرون: انتقلت إلى ابن أخيه علي زين العابدين بن الحسين، وقالوا: يجوز البدء على الله تعالى، وهو أن يريد شيئاً، ثم يبدو -أي: يظهر له غير ما كان ظاهراً له (¬1) -، ومن لوازم هذا المذهب: أن لا يكون الله -جل شأنه- عالماً بعواقب الأمور.

* الغلاة:
هم فرقة خرجوا بالتشيع من الدين الحنيف؛ كالفرقة التي تعتقد في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أو أحد من آل البيت، أو زعيم مذهبهم: الإلهية، أو النبوة؛ مثل: البيانية أتباع بيان بن سمعان التميمي (¬2) الذين يقولون: إن
¬__________
= إلى كيسان، وهو لقب المختار بن أبي عبيد رئيس هذه الفرقة. وقال آخرون: نسبة إلى كيسان أبي عمرة مولى بجيلة الذي كان من أنصار المختار بن أبي عبيد ورئيس شرطته؛ وأشار ابن حزم في كتاب "الفصل" إلى الكيسانية، وقال: وكان رئيسهم المختار بن أبي عبيد، وكيسان أبو عمرة، وغيرهما، يذهبون إلى أن الإمام بعد الحسين هو أخوه محمد بن الحنفية، وهذا الوجه أقرب مما قبله.
(¬1) سبب هذا الزعم فيما حكاه صاحب كتاب "الفرقة": أن المختار كان يدعي نزول الوحي عليه، وأنه موعود بالنصر، فلما انهزم جيشه في حرب دارت بينه وبين مصعب بن الزبير، قال له أصحابه: ألم تعدنا بالنصر على عدونا؟ قال: إن الله وعدني ذلك، لكنه بدا له.
(¬2) رفع أمره إلى خالد بن عبد الله القسري، فقبض عليه، وصلبه، وقتله صلباً.

الصفحة 156