كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 10/ 1)

وكان الراهب يتكلم باليونانية، ويعرف أشخاص الأدوية، فتلقَّى عنه أولئك الأطباء تصحيح أسماء العقاقير، ووقفوا على أشخاصها بمدينة قرطبة، قال ابن جلجل في "أنباء أطباء الأندلس": "وقد أدركت هؤلاء الأطباء، وصحبتهم".
أما كتاب جالينوس في الأدوية المفردة، فمن المعروف أن كتب جالينوس في الطب قد نقلت إلى اللغة العربية، وكان معظمها بنقل حنين بن إسحاق، أو تصحيحه لها بعد نقلها، ومن مؤلفات حنين بن إسحاق: اختصاره لكتاب جالينوس في الأدوية المفردة، وألفه بالسريانية، وهو إحدى عشرة مقالة، ثم نقل منه إلى العربية خمس مقالات، وهي الجزء الأول منه، ولكن ابن البيطار يقول في مقدمة كتابه الجامع: إنه استقصى فيه ما أورده جالينوس في الست المقالات من مفرداته بنصه، وذكروا في مؤلفات الفيلسوف ابن رشد تلخيصه لأول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
وتناول العرب كتاب دسقوريدس، وكتاب جالينوس، واستمدوا منهما، وأخذ هذا الفن ينمو، ويزداد تحقيقاً؛ كما صنع أبو المطرف عبد الرحمن ابن وافد؛ فقد ألف كتاباً جمع فيه ما تضمنه كتاب دسقوريدس، وكتاب جالينوس المؤلفين في الأدوية المفردة، ورتبة أحسن ترتيب، وقال صاعد: وأخبرني أنه عانى جمعه، وحاول ترتيبه وتصحيح ما تضمنه من أسماء الأدولة وصفاتها، وأودعه إياها من تفصيل قواها، وتحديد درجاتها نحواً من عشرين سنة.
وكما صنع أبو جعفر أحمد بن محمد الغافقي إذ ألف كتاباً في الأدوية المفردة، واستقصى فيه ما ذكره دسقوريدس، وجالينوس، وأضاف إلى ذلك

الصفحة 167