كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 10/ 2)

لا قيمة للعلم ما لم تلازمه الفضائل الخلقية (¬1)
سال مندوب "المصري" فضيلة الأستاذ الأكبر عن رأيه في التعليم، وموقف الإسلام منه، فقال فضيلته:
كانت إساءة الاستعمار باحتلاله العسكري في السبعين سنة الماضية، ثم باحتلاله السياسي والاقتصادي، أهونَ شراً، وأدنى إلى دفع غوائله -على فداحتها- من إساءته إلى مصر على يد (دنلوب) فيما رسم من خطط لتوجيه الثقافة المصرية العامة توجيهاً آلياً، يعنى بالقشور والشكليات، وينأى بالمدارس ومعاهد العلم عن أن تكون لها رسالة سامية من رسالات الله في تهذيب النفوس، وإعداد الجيل الصالح، وتكوين الرجال الذين يعيشون لأمتهم، وينهضون بها إلى المستوى الكريم الذي يستحق أهله السعادة في أنفسهم وفي مجتمعهم، والاحترام من الأمم الأخرى.
¬__________
(¬1) مجلة "الأزهر" الجزء الثاني -المجلد الرابع والعشرون، صفر- 1372 هـ = أكتوبر، تشرين الأول 1952 م.
جريدة "المصري" العدد 5349 تاريخ 20 - 10 - 1952 م، وجاء المقال تحت العناوين التالية: "شيخ الأزهر يصرح للمصري -لا قيمة للعلم ما لم تلازمه الفضائل الخلقية- إن سياسة الاستعمار أساءت إلى التعليم في مصر أبلغ إساءة - إذا أهملت أمة تربية أبنائها على الدين، فرّخ الإلحاد في أدمغتهم".

الصفحة 18