كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 10/ 2)
الأزهر- في قلبه الأنور، فكان الدرب في الحياة، والصراط المستقيم إلى مرضاة الله، وفيهما أخذ من العلم وارتوى، ومنهما أعطى وأروى.
والإنسان المؤمن يقف خاشعا أمام هذا الفيض من الآثار الإسلامية واللغوية والأديبة القيمة، التي عزَّزت صرح الإسلام، وزادته قوة ومنعة على مدى الأيام. في حين ينفر من هذا التراث أولياء الشيطان اندحاراً وخساراً.
جاءته مشيخة الأزهر تسعى إليه بنفسها، دون أن يفكر يوماً بهذا المنصب، فهو أزهد الناس بالألقاب وبالمناصب صغيرها وكبيرها، يكفيه من الدنيا كتاب يرتاح إليه ويقرؤه. وقلم يكتب الحق ليزهق الباطل، ولقيمات تبقي على قوة الجسد.
لم تكن لديه في القاهرة عشيرة تكون له سنداً، ولا أسرة تدفع عنه، ولا أخ يشد أزره، ولا ولد يرفع عن كاهله عبء الحياة.
وافته مشيخة الأزهر اعترافاً بفضله العميم، وعلمه الغزير، وسيرته التي هي مضرب الأمثال في التقوى والزهد والنضال والدعوة.
ولمثل الإمام محمد الخضر حسين تعقد ألوية الدعوة والجهاد، ولأمثاله تعهد القيادات الإسلامية، ومثله مثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وهذه صفحات الكتاب تضم أحاديث الإمام محمد الخضر حسين في رحاب الجامع الأزهر، تلك التي نشرتها الصحف والمجلات -وخاصة جريدة "الأهرام" القاهرية التي أولت أحاديث الإمام عناية خاصة- بالإضافة إلى أقوال وتعليقات الصحافة من خلال اختياره للمشيخة.
وقد رتبت حسب تاريخ صدروها، واختيرت العناوين المثبتة في مجلة
الصفحة 4
266