كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 10)

- وفي رواية: «وجد عبد الله بن سهل قتيلا، فجاء أخوه، وعماه حويصة ومُحَيِّصَة، وهما عما عبد الله بن سهل، إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فذهب عبد الرَّحمَن يتكلم، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: الكبر الكبر، قالا: يا رسول الله، إنا وجدنا عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من بعض قلب خيبر، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: من تتهمون؟ قالوا: نتهم اليهود، قال: أفتقسمون خمسين يمينا أن اليهود قتلته؟ قالوا: وكيف نقسم على ما لم نر؟ قال: فتبرئكم اليهود بخمسين أنهم لم يقتلوه؟ قالوا: وكيف نرضى بأيمانهم وهم مشركون؟ فوداه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من عنده» (¬١).

⦗٢٢⦘
- وفي رواية: «خرج عبد الله بن سهل أخو بني حارثة، يعني ـ في نفر من بني حارثة إلى خيبر، يمتارون منها تمرا، قال: فعدي على عبد الله بن سهل، فكسرت عنقه، ثم طرح في منهر من مناهر عيون خيبر، وفقده أصحابه، فالتمسوه حتى وجدوه، فغيبوه، قال: ثم قدموا على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأقبل أخوه عبد الرَّحمَن بن سهل، وابنا عمه حويصة ومُحَيِّصَة، وهما كانا أسن من عبد الرَّحمَن، وكان عبد الرَّحمَن ذا قدم من القوم، وصاحب الدم، فتقدم لذلك، فكلم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قبل ابني عمه حويصة ومُحَيِّصَة، قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: الكبر، الكبر، فاستأخر عبد الرَّحمَن، وتكلم حويصة، ثم تكلم مُحَيِّصَة، ثم تكلم عبد الرَّحمَن، فقالوا: يا رسول الله، عدي على صاحبنا، فقتل، وليس لنا بخيبر عدو إلا يهود، قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: تسمون قاتلكم، ثم تحلفون عليه خمسين يمينا، ثم تسلمه، قال: فقالوا: يا رسول الله، ما كنا لنحلف على ما لم نشهد، قال: فيحلفون لكم خمسين يمينا، ويبرؤون من دم صاحبكم، قالوا: يا رسول الله، ما كنا لنقبل أيمان يهود، ما هم فيه من الكفر أعظم من أن يحلفوا على إثم، قال: فوداه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من عنده مئة ناقة، قال: يقول سهل: فوالله ما أنسى بكرة منها حمراء ركضتني وأنا أحوزها» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ للنسائي ٨/ ١١.
(¬٢) اللفظ لأحمد (١٦١٩٤).

الصفحة 21