كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 10)

٥١٠٤ - عن بعض أهل العباس بن عبد الله، عن ابن عباس، قال:
«لما نزل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مر الظهران، قال العباس: قلت: والله، لئن دخل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مكة عنوة، قبل أن يأتوه فيستأمنوه، إنه لهلاك قريش، فجلست على بغلة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقلت: لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه، فإني لأسير، إذ سمعت كلام أبي سفيان، وبديل بن ورقاء، فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتي، قال: أَبو الفضل؟ قلت: نعم، قال: ما لك، فداك أبي وأمي؟ قلت: هذا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم والناس، قال: فما الحيلة؟ قال: فركب خلفي، ورجع صاحبه، فلما أصبح، غدوت به على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأسلم، قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فاجعل له شيئا، قال: نعم، من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن، ومن أغلق عليه داره، فهو آمن، ومن دخل المسجد، فهو آمن، قال: فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد».
أخرجه أَبو داود (٣٠٢٢) قال: حدثنا محمد بن عَمرو الرازي، قال: حدثنا سلمة، يعني ابن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد الله بن مَعبد، عن بعض أهله، فذكره (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (٥٦٢٧)، وتحفة الأشراف (٥١٣٢).
والحديث؛ أخرجه البيهقي ٩/ ١١٨.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (٩٤٢٥).
٥١٠٥ - عن كثير بن عباس بن عبد المطلب، قال: قال عباس:
«شهدت مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يوم حنين، فلزمت أَنا وأَبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فلم نفارقه، ورسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على بغلة له، بيضاء، أَهداها له فروة بن نفاثة الجذامي (¬١)، فلما التقى المسلمون

⦗٥٧٣⦘
والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأَنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أَكفها، إِرادة أَن لا تسرع، وأَبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: أَي عباس، ناد أَصحاب السمرة، فقال عباس، وكان رجلا صيتا: فقلت بأَعلى صوتي: أَين أَصحاب السمرة؟ قال: فوالله، لكأَن عطفتهم، حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أَولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأَنصار، يقولون: يا معشر الأَنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إِلى قتالهم، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هذا حين حمي الوطيس، قال: ثم أَخذ رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: انهزموا ورب محمد، قال: فذهبت أَنظر، فإِذا القتال على هيئته فيما أَرى، قال: فوالله، ما هو إِلا أَن رماهم بحصياته، فما زلت أَرى حدهم كليلا، وأَمرهم مدبرا» (¬٢).
---------------
(¬١) قال ابن الأثير: فروة بن عامر، وقيل: فروة بن عَمرو، وقيل: فروة بن نُفاثَة، وقيل: ابن نُبَاتة، وقيل: ابن نَعَامة، الجُذامي. «أسد الغابة» ٤/ ٣٧٨.
(¬٢) اللفظ لمسلم (٤٦٣٥).

الصفحة 572