كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 10)

(وَقَرِّي) بالكسر لغةُ نجد، (فَإِمَّا تَرَيِنَّ) بالهمز: ابن الرومي. عن أبي عمرو، وهذا من لُغةِ مَن يقول:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهاية: في حديث الاستسقاء: لو رآك لقرت عيناه، أي: لسر بذلك وفرح، وحقيقته: أبرد الله دمعة عينيه؛ لأن دمعة الفرح والسرور باردةٌ. وقيل: معنى أقر الله عينك: بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره.
الراغب: قر في مكانه يقر قراراً: ثبت ثبوتاً جامداً، من القر، وهو البرد؛ لأنه يقتضي السكون، ويوم القر يوم النحر، لاستقرار الناس فيه بمنىً، والإقرار: إثبات الشيء، قال تعالى: (وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ) [الحج: 5]، وقد يكون ذلك إثباتاً إما بالقلب وإما باللسان وإما بهما. وأما الجحود فإنما يقال فيما ينكر باللسان دون القلب. وقيل: لمن يسر به: قرة عين. وقيل: أصله من القر أي: البرد، معناه: بردت فصحت. وقيل: بل لأن للسرور دمعةً قارةً وللحزن دمعةً حارة، ولذلك يقال فيمن يدعى عليه: أسخن الله عينه. وقيل: هو من القرار، والمعنى: حصول ما يسكن به عينه، فلا يطمح إلى غيره.
قوله: (((ترئن)): بالهمز)، قال ابن جني: رويت عن أبي عمرو، وهي ضعيفةٌ؛ لأن الياء مفتوحٌ ما قبلها والكسرة فيها لالتقاء الساكنين، فليست محتسبةً أصلاً، وعليه قراءة الجماعة: (تَرَيِنَّ) بالياء. نعم، وقد حكي الهمز في الواو التي هي نظيرة الياء في قوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ) [آل عمران: 186]، فشبه الياء، لكونها ضميراً وعلم تأنيثٍ، بالواو من حيث كانت ضميراً، وعلم تذكيرٍ، وهذا ليس بقوي.

الصفحة 10