كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وقال له آخر: رأيت كأني أبول فِي أصل زيتونة، فقال: انظر مَن تحتك، فنظر فإذا هي امرأة لا يحلّ له نكاحُها.
قال: وجاءه آخر فقال: رأيت كان حمامة وقعت على منارة المسجد، فقال: يتزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
وجاءه آخر فقال: رأيتُ كان تيسًا أقبل يشتدُّ من الثَّنية، وقائل يقول: اذبح اذبح، قال: ذبحتُ، قال سعيد: مات ابنُ أمِّ صِلاء، فما برح حتَّى جاء الخبر بموته، قال: وابن أم صلاء من موالي المدينة يسعى بالنَّاس.
قال: وجاءه رجل فقال: رأيت فِي المنام كأني أخوض النَّار، فقال: تركب البحر وتُقتل، فركب البحر، وقُتل يوم قُدَيد.
قال: والكبل فِي النَّوم ثبات فِي الدين.
قال: وقال له رجل: رأيتُ فِي المنام كأني جالسٌ فِي الظلِّ فقمتُ إِلَى الشَّمس، فقال: لئن صدقتْ رؤياك لتَخرجنّ من الإِسلام، قال الرَّجل: إنِّي أُراني أُخرجتُ حتَّى أُدخلتُ فِي الشَّمس، قال: تُكره على الكفر، فخرج فِي زمن عبد الملك فأسر، فأُكره على الكفر، ثم رجع إِلَى المدينة (¬1).
وقال الزُّبير بن بكار، حَدَّثني مصعب الزُّبيريّ قال: كان سعيد لا يُقبل بوجهه على هشام بن إسماعيل المخزومي إذا خطب يوم الجمعة، فقال هشام لبعض أعوانه: اعطِفْ وجْهَ سعيد إليّ، فعطفه فأبى، فعطفه ثانيًا فصاح سعيد: يَا هشام، إنما هي أربع بعد أربع، فقال هشام: جُنَّ سعيد، فسئل سعيد: أي شيء أربع بعد أربع؟ فقال: رأيتُ فِي المنام فِي هذه الليلة أن موسى - عليه السلام - قد غَطّس عبد الملك فِي البحر ثلاثًا، ثم مات فِي الرابعة، فأوَّلتُه بموت عبد الملك، لأن موسى بُعث على الجبَّارين، وأما الأربع الأخرى فمسافة الشَّام إِلَى المدينة، فجاء الخبر بعد أربعة أيام بموت عبد الملك (¬2).
¬__________
(¬1) "طبقات ابن سعد" 7/ 123 - 126.
(¬2) القصة فِي "المنتظم" 6/ 323، و"التبيين" 397 عن المصعب.

الصفحة 20