كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وبعث هلال برؤوسهم ونسائهم إلى مَسْلَمة وهو بالحِيرة، وبعث بهم مَسْلَمةُ إلى يزيد بن عبد الملك، وبعث بهم يزيد إلى العبَّاس بن الوليد وهو على حلب.
وقال مسلمة: واللهِ لأبيعنَّ ذُرِّيّتَهم في دار الرزق، فقال له الجرَّاح بن عبد الله: أنا أشتريهم منك لأَبِرَّ قَسَمك. فاشتراهم بمئة ألف، ولم يأخذ منه شيئًا، وخلَّى سبيلَهم إلا تسعةَ غِلْمة منهم أحداثٍ، بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك، فضرب أعناقَهم (¬1).
وقال البلاذُريّ: لما قُتل يزيدُ بنُ المهلب هربَ [آلُ المهلَّب] بعيالاتهم إلى قَنْدابيل، فأغلقَ وَدَاعُ بنُ حُميد في وجوههم الأبواب، وحُزقت منازلُهم بالبصرة، وهُدمت دورُهم، وبعث مَسْلَمةُ (¬2) هلال بنَ أحوز المازنيّ التميمي وراءهم في اثني عشر ألفًا، وكان بنو تميم أعداءً لبني المهلَّب، فالتَقَوْا فقُتل المُفَضَّل بن المهلَّب، وأمَّنَ هلالٌ نساءَ آلِ المهلَّب، وقال: من رفعَ سترًا، أو دخل إلى امرأة؛ قتلتُه. فدخل رجل على بعض النساء فقتلَه هلالٌ، فقال نساءُ آلِ المهلَّب: لو وَليَنا المهلَّب ما فعل بنا كما فعل هلال (¬3).
وولَّى مسلمةُ هلال بن أحوز السِّند وقَنْدابِيل، فلم يزل عليها حتى قدم عُمر بن هُبيرة العراق، وقدم نساءُ المهلَّب فقال ابنُ هُبيرة لأمِّ مالك بنت زياد بنِ المهلَّب: قد علمتِ أنَّ هلالًا قتلَ رجالكم، وقد كتبتُ إلى يزيد بنِ عبد الملك أنَّ هلالًا خائن، فصَدِّقيني عندَه. وبعثَ بها إلى يزيد، فلمَّا دخلت عليه قال: كيفَ وجدتُم هلالًا؟ فأثنت عليه، وقالت: لو كان المهلَّب حيًّا ما فعل معنا ما فعل هلال. قال: فإنَّ ابنَ هُبيرة يقول عنه كذا وكذا. فقالت: كذبَ واللهِ، ولقد قال: قُولي كذا وكذا، وإن هلالًا لمبالغٌ في طاعتك (¬4).
¬__________
(¬1) ينظر ما سلف في "تاريخ" الطبري 6/ 600 - 603. وما وقع فيه بين حاصرتين منه.
(¬2) في (خ) (والكلام منها): العباس بن الوليد، بدل: مسلمة. والمثبت من "أنساب الأشراف" 7/ 278 - 279 والكلام منه بنحوه.
(¬3) أنساب الأشراف 7/ 280.
(¬4) بنحوه في "أنساب الأشراف" 7/ 283 - 284. ومن قوله: فأقاموا عنده إلى أن ولي يزيد العراق وخراسان (أوائل ترجمة يزيد بن المهلب) إلى هذا الموضع، ليس في (ص).

الصفحة 356