كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
كان عابدًا ورعًا مَهِيبًا، وكان يكرهُ الشُّهرة؛ إذا عظُمَتْ حَلْقَتُه قام (¬1).
وكان إذا كتب إلى الوليد بن عبد الملك بدأ بنفسه (¬2).
وكان يحبُّ الغَزْو، وهو أول من ضُرب له فُسطاط بدابِق (¬3).
وقال [أبو نُعيم فيما رواه عنه أنه قال: ] ما من عبدٍ إلا وله عينان في وجهه يُبصر بهما أمرَ الدنيا، وعينانِ في قلبه يُبصر بهما ما وعدَ الله تعالى بالغيب، فإذا أراد الله بعبده خيرًا فتح عينيه اللتين في قلبه، وإذا أراد به شرًّا تركه على ما هو عليه. ثم قرأ: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} (¬4) [محمد: 24].
وكان خالد يسبِّح كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وجُعل على سريره ليُغسَّل؛ جعلَ يحرِّك أصبعيه. يعني بالتسبيح (¬5).
[ذكر وفاته]:
وتوفِّي في خلافة يزيد بن عبد الملك في سنة ثلاث ومئة وهو صائم، وكان ثقة.
[قال الهيثم: ] ومات بطرسوس غازيًا (¬6).
وأسند عن جماعة من الصحابة: أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جَبَل، وعُبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وعبد الله بن عُمر، وأبي أُمامة، وثوبان، والمقدام بن معدي كَرِب، وأبي ذرّ الغِفاري، وعبد الله بن بُسْر، وغيرهم.
وكان يقول: أدركتُ سبعين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 5/ 520 (مصورة دار البشير).
(¬2) ينظر المصدر السابق 5/ 519 - 520.
(¬3) تاريخ دمشق 5/ 520. ودابِق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ. معجم البلدان 2/ 416.
(¬4) حلية الأولياء 5/ 212 - 213، وما سلف بين حاصرتين من (ص). وذكر ابن عساكر الخبر في "تاريخه" 5/ 522 من طريق آخر.
(¬5) حلية الأولياء 5/ 210، وتاريخ دمشق 5/ 522 (مصورة دار البشير).
(¬6) ينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 458، و"تاريخ دمشق" 5/ 521 - 523.