كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

عامر الشَّعْبيّ
ابن شَرَاحِيل بن عَبْد بن ذي كِبَار، وهو من حِمْيَر، وعِدادُهُ من هَمْدَان، من ولد حسَّان بن عَمرو القَيل، وُجِدَ (¬1) في جبلِ ذي شَعْبَين (¬2).
وُلد سنة جَلُولاء، وهي سنة سَبْعَ عشرةَ (¬3)،
وقيل: وُلد لأربعِ سنين بقينَ من خلافة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بالكوفة (¬4)، وكانت أمُّه من سبي جَلُولاء.
وقيل: وُلد الشعبيّ والحسن سنة إحدى وعشرين (¬5).
[قال هشام: ] وكان نَحِيلًا ضئيلًا، فقيل له: ما لنا نراك كذا؟ فيقول: زُوحِمْتُ في الرَّحِم (¬6). معناه أنه وُلد هو وأخوه تَوْأَمَين.
وكنيتُه أبو عَمرو، وهو من الطبقة الثانية من التابعين من أهل الكوفة.
قال: أقمتُ بالمدينة ثمانية أشهر، أو عشرة أشهر. وكان سببُ مُقامه بها أنَّه خاف من المختار بن أبي عُبيد، فهرب منه، وقال: تعلَّمتُ الحسابَ من الحارث الأعور، وأقمتُ بخُراسان لا أزيدُ على ركعتين عشرة أشهر (¬7).
وكان خرج مع ابن الأشعث وقاتلَ الحجَّاج، وعفا عنه.
¬__________
(¬1) يعني حسان بن عمرو القَيْل. والقَيْل: لقب لملوك اليمن.
(¬2) في (خ) (والكلام منها): جبل بين شَعْبَين، وهو خطأ. وشَعْبين: (بلفظ تثنية شَعْب حالة النصب أو الجرّ): حصن باليمن. ينظر "معجم البلدان" 3/ 348.
(¬3) ضَعَّفَ الذهبيّ هذا القول في "سير أعلام النبلاء" 4/ 295 لضعف راويه، وهو السَّريُّ بن إسماعيل.
وجَلُولاء: ناحية في طريق خراسان (بين العراق وإيران) كان بها وقعة مشهورة، انتصر فيها المسلمون على الفرس.
(¬4) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ص 142 (فيه بعض تراجم حرف العين من طبعة مجمع دمشق): هذا القول يدلّ على أنه وُلد سنة عشرين؛ لأن عمر قُتل في آخر سنة ثلاث وعشرين.
(¬5) المصدر السابق. ومن أول الترجمة إلى هذا الموضع ليس في (ص).
(¬6) طبقات ابن سعد 8/ 366.
(¬7) المصدر السابق 8/ 368.

الصفحة 380