كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
ثم قال له عبد الملك: يا عامر، ما فعلتَ بقائل هذه الأبيات؟ فقال: أوجَعْتُه ضَربًا بما انتهك من حُرْمتي في مجلس القضاء. فقال: أحسنت.
قيل: من أين لك هذا العلم؟ فقال: بنَفْي الاغتمام، والسَّير في البلاد، وصبرٍ كصبر الحمار، وبُكُورٍ كبُكُور الغراب (¬1).
وقال نافع: سمع ابن عُمر (¬2) الشعبيَّ وهو يحدِّثُ بالمغازي، فقال: لكأنَّ هذا الفتى شهد معنا، وإنه ليُحدّثُ بأحاديثَ حضرناها؛ هو أعلمُ بها منَّا.
وكان الشعبيَّ يتمثل دائمًا بقول مسكين الدّارميّ:
ليست الأحلامُ في حال الرِّضَى ... إنّما الأحلامُ في وقت الغَضَبْ (¬3)
ذكر وفاته:
قيل: سنة ثلاث ومئة؛ هو وأبو بُرْدَة بن أبي موسى في جمعة، وقيل: سنة أربع ومئة، وقيل: سنة خمس ومئة (¬4).
وحكى ابنُ سعد عن الحسن أنه أُخبر بوفاة الشعبي، فقال: رحمه الله، لقد كان من الإسلام بمكان (¬5).
وقيل: سنة عشر ومئة. وهو وهم، وعاش سبعًا وسبعين سنة. وقيل: اثنتين وثمانين سنة (¬6).
وتوفي فجأة بالكوفة رحمة الله عليه (¬7).
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق ص 163.
(¬2) في (خ) (والكلام منها): سمعت، بدل من: سمع ابن عمر. والمثبت من "تاريخ دمشق" ص 163 - 164 والخبر فيه من أكثر من رواية.
(¬3) تاريخ دمشق ص 194 و 195.
(¬4) ينظر "طبقات" ابن سعد 8/ 374، و"تاريخ دمشق" ص 240 - 246، وذكر فيه ابن عساكر في وفاته أقوالًا أخرى.
(¬5) طبقات ابن سعد 8/ 374، وأخرجه أيضًا ابن عساكر في "تاريخه" ص 238 من طرق أخرى.
(¬6) تاريخ دمشق ص 246 - 247.
(¬7) طبقات ابن سعد 8/ 373 - 374.