كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
[قال هشام: ] طُلبَ للقضاء، فهرب إلى الشام.
[وأيضًا حدَّثنا حاتم بن وَرْدان قال: حدَّثنا أبو أيوب قال: طُلب أبو قِلابة للقضاء، فهرب إلى الشام]، فأقام زمانًا، فقيل له: لو وَلِيتَ القضاء، فعدلتَ بين الناس؛ رجوتَ الأجر في ذلك. فقال: السابحُ إذا وقعَ في البحر؛ كم عسى أنْ يَسْبَح (¬1)؟ !
وقال مسلم بن يسار: لو كان أبو قِلابة من العجم [لكان] مُوبذَ مُوبذان. يعني قاضي القضاة، أو عالم العلماء (¬2).
وكان محمد بن سِيرِين يقول: ذاك أخي حقًّا (¬3).
[وروى ابن سعد عن أيوب قال: قدم أبو قِلابة الشام، فمرض، فأتاه عُمر بن عبد العزيز يعودُه، فقال له: يا أبا قِلابة تَشَدَّدْ لا يشمت بنا المنافقون (¬4).
وليس المراد به مرض الموت؛ لأن أبا قِلابة مات بعد عُمر.
وذكره أبو القاسم ابنُ عساكر قال: قدم الشام، فنزل داريا في أيام عبد الملك بن مروان، فأُخبر به عبد الملك، فقال: ما أقدمَه؟ قالوا: متعوِّذًا من الحجَّاج، أراده على القضاء. فكتب عبد الملك إلى الحجَّاج ينهاه عنه، فقال أبو قِلابة: قد كنتُ أُحبُّ الشام، وقد دخلتُها، فلن أخرج منها. وكان قد نزل بداريَّا] (¬5).
وهو أحد علماء المسلمين، قدم الشام، فنزل بداريَّا على ابن عمَّه بَيهَس بن صُهيب الجَرْمي (¬6).
وقال: إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهُه فالتمس له العذرَ جهدَك، فإن لم تجد له عذرًا فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذرًا لا أعلمُهُ (¬7).
¬__________
(¬1) الخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 183 من طريق حماد بن زيد عن أيوب. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(¬2) طبقات ابن سعد 9/ 183. ونُسب الخبر في (ص) إليه، وذكره أيضًا ابن عساكر ص 550 (طبعة مجمع دمشق- جزء فيه بعض حرف العين).
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 183، وتاريخ دمشق ص 551.
(¬4) طبقات ابن سعد 9/ 185، وتاريخ دمشق ص 566.
(¬5) تاريخ دمشق ص 538. ومن قوله: وروى ابن سعد عن أيوب ... إلى هذا الموضع (وهو ما بين حاصرتين) من (ص).
(¬6) تاريخ داريا ص 72. وينظر "تاريخ دمشق" ص 539.
(¬7) حلية الأولياء 2/ 285، وصفة الصفوة 3/ 238، وتاريخ دمشق ص 563.