كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

[قال الواقدي: ] وكان أحولَ ظاهرَ الحَوَل، ويلقَّب بالأحول المشؤوم (¬1).
وكان عبد الملك قد رأى في منامه أنَّ أمَّ هشام لطَعَتْ رأسَه (¬2) عشرين لَطْعَةً، فبعث إلى ابن المسيِّب فسأله، فقال: تلد غلامًا يملك عشرين سنة.
[قال المسعودي: ] ولما وَلِيَ هشام عرض الجند، فمرَّ به رجلٌ تحته فرس نَفُور، فقال له هشام: ما حملك على أن تركبَ هذا؟ فقال: ما فرسي بنفور، ولكنه رأى حَوْلَتَك، فظنَّها عين عَزون (¬3) البيطار، وكان عَزون كأنَّه هشام في حَوْلَته، فقال له هشام: لعنك الله ولعن فرسك. وتضاحك الناس.
[قال المسعودي: ] وهشام أوَّلُ من رفع تقبيل الأرض واليد من الخلفاء؛ لمَّا بُويع دخل عليه رجلٌ فقبَّل الأرض، ومال إلى يده ليقبِّلَها، فقال [له] هشام: مه، إنه لا يَفعلُ هذا من العرب إلا الهَلُوع، ومن العجم إلا الخَضُوع، من عادَ لمثله أوجَعْتُه ضربًا. فانتهى الناس (¬4).
[قال أبو القاسم الدمشقي: ] وكانت دار هشام بدمشق عند الخوَّاصين اليوم، وبعضُها مدرسةُ نور الدين ابن زنكي رحمه الله (¬5).
[قال: ] وكان طرازه وثيابُه تُحمل على تسع مئة جمل (¬6) [ومعناه: خزائنه، لا ملبوس بدنه].
¬__________
(¬1) ينظر "الأغاني" 7/ 9، وفيه قول الوليد بن يزيد في هشام: هذا الأحول المشؤوم.
(¬2) في "أنساب الأشراف" 7/ 318 (والخبر فيه): "فلقت رأسه، فلطعت منه عشرين لطعة". ومعنى لطعت: لَحِسَتْ.
(¬3) في مطبوع "مروج الذهب" 5/ 476 (والخبر منه كما ذكر المصنف): غزوان. وفي "أنساب الأشراف" 7/ 320 (والخير فيه بنحوه): أبو جيرون. وجملة "قال المسعودي" السالفة بين حاصرتين من (ص).
(¬4) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 48/ 71 (طبعة مجمع دمشق) مختصرًا في ترجمة عَقَّال بن شَبَّة. ولم أقف عليه عند المسعودي في "مروج الذهب". وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(¬5) مختصر تاريخ دمشق 27/ 97. وترجمة هشام بن عبد الملك وقعت ضمن خرم من "تاريخ دمشق" لذا لم أُحِلْ عليه.
(¬6) المصدر السابق 27/ 98، والكلام الآتي بين حاصرتين من (ص). ثم لم يرد فيها الكلام بعده إلى آخر ترجمة عكرمة مولى ابن عباس.

الصفحة 402