كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
وكان لا يلتفتُ إلى أولاد عمر بن عبد العزيز، ويُظهر أنه يَرْضَى لهم ما رضيَ لهم أبوهم، وفي باطنه العداوةُ لأبيهم (¬1).
ولما وَليَ عَزَلَ عُمرَ بنَ هُبيرة عن العراق وخُراسان وولاياته كلّها، وولَّى ذلك خالدَ بنَ عبد الله القَسْري في شوَّال. وقيل: إنما فعل ذلك في سنة ستٍّ ومئة (¬2).
وفيها أقام هشام الحلْبَةَ للخيل، فكانت عشرةَ آلاف (¬3) فوس له ولغيره، ولم يجتمع مثلُ ذلك في جاهليَّة ولا إسلام، وأقام على ذلك مدَّةَ خلافتِه، وكانت الحَلْبَةُ كلَّ يوم في زيادة.
وفيها أمر بحفر القُنِيّ (¬4) والآبار والمصانع (¬5) بين مكة والمدينة والشام، وأجرى فيها المياه.
وفيها قتل هشامٌ غَيلانَ القَدَرِيّ (¬6).
وحجَّ بالناس عبد الواحد بن عبد الله النَّصْري (¬7) وهو على مكة والمدينة. وقيل: إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي (¬8)، وخطب بالناس بمكة قبل الظهر (¬9) قبل يوم التروية، فعابَه الناس، ونسبوه إلى الجهل، فقال: عطاءُ بنُ أبي رباح أمرني بهذا. وبلغ عطاء، فقال: ما أمرتُه.
¬__________
(¬1) المنتظم 7/ 99.
(¬2) تاريخ الطبري 7/ 26 (في أحداث سنة 105)، وسيذكره المصنف أول سنة (106).
(¬3) في "مروج الذهب" 7/ 466: أربعة آلاف.
(¬4) جمع قَناة، وهي الآبار التي تُحفر في الأرض متتابعة ليُستخرج ماؤها ويسيح على وجه الأرض. "النهاية" (قنا). وجاء في سياق آخر في "مختصر تاريخ دمشق" 27/ 98 أن هشامًا هو الذي حفر الهنيَّ وعمله. والهَنِيُّ والمَرِيُّ: نهران بإزاء الرقة والرافقة، ذكرهما ياقوت في "معجم البلدان" 5/ 419.
(¬5) جمع مصنع، وهو شبه الحوض. يجمع فيه ماء المطر ونحوه.
(¬6) كذا وقع الكلام في (خ) مختصرًا والكلام منها فقط، وسترد ترجمتُه بعد ترجمتين.
(¬7) في (خ) (والكلام منها): الأنصاري، وهو خطأ.
(¬8) في "تاريخ" الطبري 7/ 26، و"الكامل" 5/ 126 أن إبراهيم بن هشام بن إسماعيل هو الذي حجّ بالناس في هذه السنة (يعني سنة 105)، والنصري على مكة والمدينة.
(¬9) في (خ) (والكلام منها): بعد الظهر، والمثبت من "تاريخ" الطبري 7/ 26، و"الكامل" 5/ 126. وسترد له قصة بنحوها أواخر أحداث سنة (109) (قبل التراجم).