كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وقال عكرمة: كان [ابن عباس] يجعلُ في رجلي الكَبْلَ يعلّمُني القرآن ويعلِّمُني السنة (¬1).
وقال: قرأ ابنُ عباس: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [الأعراف: 164] قال: قال ابن عباس: لم أدرِ نجا القوم أم هلكوا. فما زلتُ أُبيِّنُ له أُبَصِّرُه حتَّى عرفَ أنهم قد نَجَوْا. قال: فكساني حُلَّة (¬2).
وكان عمرو بن دينار يسمي عكرمة: البحر؛ لغزارة فضله (¬3).
وقال سعيد بن جُبير: لو كفَّ عكرمة عنهم من حديثه لشُدَّتْ إليه المَطَايا (¬4).
سئل عكرمة عن يوم القيامة: أمِنْ أيَّامِ الدنيا، أم من أيام الآخرة؟ فقال: صدرُه من أيام الدنيا، وآخِرُه من أيام الآخرة (¬5).
ذكر وفاته:
توفّي سنة خمس ومئة وهو ابن ثمانين سنة؛ مات هو وكُثَيِّر عَزَّة في يومٍ واحد، وصُلِّيَ عليهما في موضع الجنائز بعد الظهر، فقال الناس: مات اليوم أفقهُ الناس وأشعرُ الناس (¬6).
وعجبَ الناس لاجتماعهما في الموت، واختلافِ رأيهما؛ عكرمة، يُظَنُّ أنَّه يرى رأيَ الخوارج، يكفّر بالنظرة، وكُثَيِّر شيعي يقول بالرجعة (¬7).
وقيل: سنة ستٍّ ومئة، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة ثمان وهو ابن أربع وثمانين سنة (¬8).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 7/ 283، وتاريخ دمشق 48/ 210. وما سلف بين حاصرتين منهما.
(¬2) طبقات ابن سعد 7/ 283، وتاريخ دمشق 48/ 211.
(¬3) طبقات ابن سعد 7/ 284، وتاريخ دمشق 48/ 213.
(¬4) طبقات ابن سعد 7/ 284، وتاريخ دمشق 48/ 235.
(¬5) تاريخ دمشق 48/ 230.
(¬6) طبقات ابن سعد 7/ 288، وتاريخ دمشق 48/ 254.
(¬7) المصدران السابقان.
(¬8) ينظر "طبقات" ابن سعد 7/ 289، و"تاريخ دمشق" 48/ 254 - 257. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 34: الأصحّ سنة خمس.

الصفحة 405