كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

روى عن ابن عباس، وأبي هريرة، والحسين بن عليّ، وعائشة، -رضي الله عنهم-، وقال: أدركتُ في هذا المسجد -يعني في مسجد المدينة- مئتين من الصحابة.
وقد روى عن ابن عمر، والحسن بن علي، وأبي سعيد الخُدري، وروى عنه خلقٌ كثير من علماء الأمصار.
وقال موسى بن يسار: رأيتُ عكرمة جائيًا من سمرقند ومعه غلام وسمعتُه وهو بسمرقند وقيل له: ما أقدمَك إلى هذه البلاد؟ فقال: الحاجة (¬1).
وكان لا يقبل إلا من الأمراء، وحمله طاوس اليماني على نجيب ثُمِّن بستين دينارًا (¬2).
واختلفوا فيه، فضعَّفه قوم، ووثَّقه آخرون؛ قال ابن سعد: كان عكرمة كثيرَ العلم، بحرًا من البحور، وليس يُحتجُّ بحديثه، وتكلَّم الناس فيه (¬3).
وقالت مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزُّبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، فطلبه بعض ولاة المدينة فتغيَّب عند داود بن حُصين، فمات عنده (¬4).
سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، فقيل له: أيُحتجُّ بحديث عكرمة؟ قال: نعم (¬5).

غَيْلان القَدَرِيّ
[ذكره أبو القاسم بن عساكر (¬6)، فقال: هو غَيلان بن يونس، وقيل: ابن مسلم بن أبي غيلان] مولى عثمان رضوان الله عليه، كانت دارُه بباب الفراديس بدمشق شرقيَّ المقابر، وكنيتُه أبو مروان، وكان كاتبًا ويقول بالقَدَر.
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 48/ 224 (طبعة مجمع دمشق).
(¬2) المصدر السابق 48/ 224 و 225.
(¬3) طبقات ابن سعد 7/ 288.
(¬4) تاريخ دمشق 48/ 252 (طبعة مجمع دمشق).
(¬5) المصدر السابق 48/ 232. ومن قوله: وكان لا يلتفت إلى أولاد عمر (أواخر فقرة ولاية هشام) إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(¬6) تاريخ دمشق 57/ 420 (طبعة مجمع دمشق).

الصفحة 406