كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
كُثَيِّر [ابن عبد الرحمن] (¬1) بن الأسود
ابن عامر بن عُويمر بن مَخْلَد الشاعر، كنيتُه أبو صخر، [الخُزاعي] الحجازي (¬2)، ويُعرف بابن أبي جُمْعَة جدَّه لأمِّه، وأمُّه جُمْعة بنت الأشيم بن خالد (¬3). وقيل: جمعة بنت كعب بن عَمرو (¬4)، من الطبقة الثالثة من الشعراء من أهل المدينة، وكان شيعيًّا، وكان يفدُ علي بني أمية؛ عبدِ الملك، والوليدِ، وسليمان، وعُمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، ويزيد بن عبد الملك.
وقال ابن ماكولا: كان يتنقَّل في المذاهب (¬5).
وكان من فحول الشعراء، ورد كتابٌ من الشام إلى مكة بلعن أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه على المنبر، فسمعهم كُثيِّر، فقام وأخذ بأستار الكعبة [وقال: ]
لعنَ اللهُ من يَسُبُّ عليًّا ... وبنيه من سُوقَةٍ وإمامِ
أيُسَبُّ المُطَهَّرون أصولًا (¬6) ... والكرامُ الأخوالِ والأعمامِ
يأمن الطيرُ والوحشُ ولا يَأ ... مَنُ آلُ الرسولِ عند المقامِ!
فضربوه حتَّى أثخنوه (¬7).
وكان عند يزيد بن عبد الملك وقد أُتِيَ بآلِ المُهَلَّب بن أبي صُفْرة [فقال: ]
حليمٌ إذا ما نال عاقبَ مُجْمِلًا ... أشدَّ العقابِ أو عفا لم يُثَرِّبِ (¬8)
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من المصادر. ولم ترد هذه الترجمة في (ص).
(¬2) في (خ) (والكلام منها): الغفاري، والمثبت من "تاريخ دمشق" 59/ 287 (طبعة مجمع دمشق)، ولفظة "الخزاعي" بين حاصرتين منه، ومن المصادر.
(¬3) الأغاني 9/ 3 - 4.
(¬4) المنتظم 7/ 103، ولم أقف على هذا القول عند غيره.
(¬5) الإكمال 7/ 161، وتاريخ دمشق 59/ 288 (طبعة مجمع دمشق).
(¬6) في (خ) (والكلام منها): إمامًا، بدل: أصولًا. والمثبت من "المنتظم" 7/ 103.
(¬7) المنتظم 7/ 103، ولفظ "وقال" السالف بين حاصرتين منه. والأبيات بنحوها في "نسب قريش" ص 60، و"معجم الشعراء" للمرزباني ص 240، ونُسبت فيهما لكثير بن كَثِير بن عبد المطلب.
(¬8) ثَرَّب عليه: قَبَّحه وعيَّره. قال المرزوقي في "شرح الحماسة" 4/ 1758: إذا نال الجانيَ عليه عاقبه وهو مُجمِلٌ، أي: لا يشتطّ ولا يسرف، ولكن ينهج طريق العدل في الانتقام.