كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
وأمَّا الغَمْرُ؛ فكان أحدَ الأجواد الممدَّحين، ولَّاه أخوه الوليد بن يزيد غَزْوَ الصائفة، وكانت دارُه بدمشق قِبَلَ (¬1) زقاق العجم.
قتلَه عبدُ الله بن عليّ بنهر أبي فُطْرس (¬2) سنة اثنتين وثلاثين ومئة، وفيه يقول الشاعر:
إذا عدَّدَ الناسُ المكارمَ بينَهم ... فلا يَفْخَرَنْ يومًا على الغَمْرِ فاخرُ
فما مرَّ مِنْ يومٍ مِنَ الدهرِ واحدٌ ... على الغَمْرِ إلَّا وَهْوَ للناسِ غامرُ (¬3)
وهو صاحب سَيح الغَمْر باليمامة (¬4).
ولما قدَّمه [عبد الله بن] علي بن عبد الله ليقتلَه قال: إني شيخٌ كبير، وإنْ تركتَني كفيتُك مؤونة قتلي. فقال عبدُ الله بنُ عليّ: قد كان الحُسين شيخًا كبيرًا فقتلتموه. وضربَ عنقه، فعنَّفَ الحاضرون عبدَ الله بنَ علي وقالوا: وهل كان هذا موجودًا في زمن الحسين؟ ! قتلتَ هذا الجواد الممدَّح (¬5)!
وأمَّا سُليمان بنُ يزيد؛ فكان ممن أعانَ على قتل أخيه الوليد بن يزيد مع يزيد بن الوليد. بعثَ إليه (¬6) عبدُ الله بنُ علي جيشًا إلى البلقاء، فقتلَه.
وأما عبد المؤمن بن يزيد فكان يسكن باب الجابية بدمشق (¬7).
¬__________
(¬1) في "تاريخ دمشق" 57/ 314 (طبعة مجمع دمشق): قبلة.
(¬2) في (خ) بطرس، والمثبت من المصدر السابق. ونهر أبي فطرس قرب الرملة بفلسطين. ينظر "معجم البلدان" 4/ 267 و 5/ 315.
(¬3) نُسب البيتان في "أنساب الأشراف" 7/ 295 لإسماعيل بن يسار مولى بني تيم بن مُرّة، وجاء البيت الأول مع بيت آخر في ترجمة الغَمْر في "تاريخ دمشق" 57/ 315 (طبعة مجمع دمشق) ونُسب فيه لأبي المهاجر معدان مولى آل أبي الحكم.
(¬4) السَّيْح: الماء الجاري، وسَيح الغَمْر باليمامة أسفل المجازة. ينظر "معجم البلدان" 3/ 294.
(¬5) الخبر في "أنساب الأشراف" 7/ 296 مختصر. وما سلف بين حاصرتين مستفاد منه.
(¬6) يعني إلى سليمان بن يزيد. وينظر "تاريخ دمشق" 7/ 654 (مصورة دار البشير).
(¬7) تاريخ دمشق 43/ 320 (طبعة مجمع دمشق).