كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

ومن الوافدين على يزيد بن عبد الملك:

الأحوص الشاعر
وهو عبدُ الله [بن محمد بن عبد الله] بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وجدُّ أبيه عاصم بن أبي الأقلَح من كبار الأنصار، واسمه قيس (¬1) بن عصمة، وابنُه عاصم شهد بدرًا، وقُتل يوم الرَّجيع، وهو حَمِيُّ الدَّبْر (¬2).
والأحوص ابن خال حنظلة (¬3) غسيل الملائكة، وكنية الأحوص أبو محمد، [وهو] من الطبقة السادسة من الشعراء الإسلاميين (¬4).
وكان الوليد بن عبد الملك نفاه إلى دَهْلَك -جزيرة بأرض الحبشة- فلم يزل بها أيام الوليد وسليمان، فلما وَلِيَ عُمر بن عبد العزيز رجع إلى المدينة وقال: قد وَلَيَ رجلٌ أنا خالُه، فما يصنع بي -وكانت أمُّ عمر بن عبد العزيز أمَّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأمّها بنتُ عاصم بن ثابت بن أبي الأَقْلَح الأنصاري - فبعث عمر - رضي الله عنه - فنفاه إلى دَهْلَت، فأقام بها. فلمَّا وَليَ يزيد بن عبد الملك رجع إلى المدينة (¬5).
قال المعافَى: عزم مَعْبَد المغنِّي والأحوص على زيارة يزيد بن عبد الملك فترافَقَا، فلمَّا وصلا إلى البلقاء أصابهم مطر في الليل، فأصبحت الغُذران مملوءةً، فقالا: لو أقمنا يومنا هذا. فأقاما.
¬__________
(¬1) يعني اسم أبي الأقلح، وينظر "الأغاني" 4/ 224.
(¬2) قال أبو الفَرَج (في المصدر السابق): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَه (يعني عاصمًا) بَعْثًا، فقتله المشركون، وأرادوا أن يصلبوه، فحَمَتْة الدَّبْرُ -يعني النَّحل- فلم يقدروا عليه حتى بعث الله الوادي في الليل (يعني السيل في الوادي) فاحتمله، فذهب به.
(¬3) كذا في (خ) (والكلام منها) وهو خطأ. وذكر الثعالبي في "ثمار القلوب" ص 64 أن حنظلةَ خالُ أبي الأحوص ... وأنشد بيت الأحوص:
غسَّلَتْ خَاليَ الملائكةُ الأبْـ ... ــرارُ مَيتًا أكْرِمْ به من صريعِ
وهو بنحوه في "الأغاني" 4/ 234 مع بيتين آخرين.
(¬4) كذا ذكره ابن سلّام في "طبقات فحول الشعراء" 2/ 655، ونقله أبو الفَرَج في "الأغاني" 4/ 233.
(¬5) مختصر تاريخ دمشق 13/ 278. وينظر ما سلف في ترجمة عِراك بن مالك الغفاري سنة (104).

الصفحة 423