كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

يا أبا محمد؟ كيف حالُك؟ قال: بخير. فقال هشام: واللهِ إني لأُحِبُّ أن يجعلَكم اللهُ بخير (¬1)
وهذا يدلُّ على تأخُّر موت القاسم.
وقال ابن الكلبي: لما دخل هشام المدينة دعا سالمًا، فأكومه وقال: هذا بقية الناس وابنُ الفاروق، وخيرُ أهل زمانكم. فحُمَّ سالم وقال: ألا ترون الأحول لَقَعَنِي بعينه (¬2).
ثم مات سالم رحمة الله عليه.
وكان له من الولد: عُمر، وأبو بكر، وأمُّهما أمُّ الحكم بنت يزيد بن عبد القيس، وعبد الله، وعاصم، وجعفر، و [حْفصة]، وفاطمة، وأمُّهم أمّ ولد، وعبدُ العزيز، وعَبْدَة لأمِّ ولد (¬3).
أسند سالم عن أبيه عبدِ الله، وأبي أيوب الأنصاري، وابنِ عباس، وأبي هريرة، واختلفوا في سماعه من عائشة رضوان الله عليها (¬4).
وروى عنه الزُّهْري، ونافع مولى أبيه، وحُميد الطويل، ويزيد بن أبي مريم الدِّمشقي، وغيرُهم.
وقدم الشام على عبد الملك بكتاب أبيه بالبيعة له، وقدم على الوليد وعمر بن عبد العزيز (¬5).
وكان كثيرَ الحديث ثقة عاليًا رفيعًا، رحمةُ الله عليه (¬6).
¬__________
(¬1) بنحوه في "تاريخ" الطبري 7/ 29.
(¬2) في (خ) (والكلام منها): يعني بعينه. والمثبت من "التذكرة الحمدونية" 9/ 91، و"بغية الطلب في تاريخ حلب" 9/ 4121. والخبر فيهما بنحوه، وشَرَحَها أبو عُبيد في "غريب الحديث" 4/ 410 فقال: يقول: أصابني ما أصابني منها ... يقال: لقعتُ الرجل بعيني: إذا أَصبتَه بها. وسلف الخبر بنحوه قريبًا بين حاصرتين من (ص).
(¬3) طبقات ابن سعد 7/ 194، وزيادة اسم "حفصة" بين حاصرتين منه.
(¬4) نقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 27 - 28 عن البخاري أنَّه لم يسمع من عائشة - رضي الله عنها -.
(¬5) تاريخ دمشق 7/ 23 - 24 (مصورة دار البشير).
(¬6) لم يرد في فقرة "ذكر وفاته" هذه في (ص) إلا ما سلف في أولها بين حاصرتين.

الصفحة 435