كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

طاوس بن كَيْسان
أبو عبد الرحمن اليماني، من الطبقة الثانية من التابعين من أهل اليمن، واتفقوا على أنَّه كان مولًى [فحكى ابنُ سعد عن الواقدي أنَّه قال: كان طاوس مولى] بَحِير بن رَيسان الحِمْيَرِيّ [وكان ينزل الجَنَد] (¬1).
وقيل: مولى هَمْدان. وقيل مولًى لابن هَوْذَة الهَمْدَاني، وكان أبوه من أهل فارس (¬2)، وليس هو من الأبناء، فوالى [أهل] هذا البيت.
وكان إمامًا عالمًا ورعًا خائفًا.
[قال وهب بن منبِّه: ] حجَّ أربعين حخة. [قال: ] وصلَّى الغداة بوضوء العَتَمة أربعين سنة (¬3)، وجالس سبعين من الصحابة (¬4).
ودخل هو ووَهْب بن مُنَبِّه على محمد بن يوسف أخي الحجَّاج في غداة باردة، فقعد طاوس على كرسيّ، فقال محمد: يا غلام، هلمَّ ذاك الطَّيلسان فألْقِهِ على أبي عبد الرحمن. فألقَوْه عليه، فلم يزل يحرِّك كتفيه حتَّى ألقاه عنه، وغضبَ محمد بن يوسف، فلمَّا قاما قال له وَهْب: واللهِ إنْ كنتَ لَغَنِيًّا أن تغضِبه علينا، لو أخذتَه فبعتَه وتصدَّقْتَ بثمنه على المساكين. فقال: لولا أخافُ أن أصيرَ إمامًا في أخْذ أموالهم فيُقْتَدَى بي لفعلت (¬5).
[وحكى ابن سعد أنَّه مرّ بقوم يبيعون المصاحف فاسترجع] (¬6).
وكان يقول: اللهمَّ ارْزُقْني الإيمان والعمل، واحْرِمْني المال والولد (¬7).
¬__________
(¬1) الجَنَد: بلدة باليمن. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(¬2) لفظ عبارة (ص): قال: وقال الفضل بن دُكَين وغيره: هو مولى لِهَمْدان، وكان أبوه من أهل فارس. قال: وقال عبد المنعم بن إدريس: هو مولى لابن هَوْذة الهَمْداني، وكان أبوه من أهل فارس ... إلخ. والكلام في "طبقات" ابن سعد 8/ 97.
(¬3) صفة الصفوة 2/ 288، والمنتظم 7/ 115. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬4) المنتظم 7/ 115. ووقع في "صفة الصفوة" 2/ 290: حُسين، بدل: سبعين.
(¬5) طبقات ابن سعد 8/ 101، وصفة الصفوة 2/ 285 - 286. ولم يرد هذا الخبر في (ص).
(¬6) طبقات ابن سعد 8/ 99. وهذا الخبر (وهو بين حاصرتين) من (ص).
(¬7) حلية الأولياء 4/ 9. ولفظه فيه: كثرة المال ... وهو الأشبه.

الصفحة 436