كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
[قال: وقال طاوس: إذا سلَّم عليك الذِّمِّي فقل: علاك السلام] (¬1).
وكان يقول: عجبتُ لإخواننا بالعراق كيف يُسمُّون الحَجَّاج مؤمنًا (¬2). وكان إذا مرَّ بالرؤوس في الروَّاسين فرآها مشوية لم ينعس (¬3) تلك الليلة من [شدَّة] خوفه.
ومرَّ يومًا فرأى رأسًا مشويًّا فصعق (¬4).
ومرَّ وقت السَّحَر [برجل نائم فقال: ما كنت أُرى أن أحدًا ينام وقت السَّحَر] (¬5).
وبعث إليه محمد بن يوسف وأيوب بن يحيى بخمس مئة دينار، وقالا (¬6) للرسول: إنْ أخذَها كسَيناك، وأحْسَنَّا إليك. فأتى بها إلى طاوس وقال: هذه نفقةٌ أرسلَ بها إليك الأمير. قال: ما لي بها حاجة. ثم غفلَ عنه طاوس، فرمى بها في كُوَّة البيت، ثم ذهب فقال: قد أخَذَها. فلبثا حينًا، ثم بلغهما عنه شيء يكرهانه، فأرسلا إليه أن ابعث إلينا بمالنا. [فجاءه الرسول، فأخبره، فقال: واللهِ ما قبضتُ لهما مالًا. [وعرفا أنَّه صادق]، فقالا للرسول الَّذي بعثا معه المال: اذهب إليه. فجاء إليه فقال: [المالُ] الَّذي جئتُ به إليك؟ قال: هل قبضتُ منك شيئًا؟ قال: لا. قال: فأين وضعتَه؟ قال: في تلك الكوّة. قال: فأبصِرْهُ حيث وضعتَه. فمدَّ يده إلى الكوّة [فإذا بالصُّرَّة قد سدَّى عليها العنكبوت، فأخذَها ومضى بها إليهما.
[قال أبو نُعيم: ] وجلس إليه ابنان لسليمان (¬7) بن عبد الملك، فلم يكترث بهما، فقيل له: ولد أمير المؤمنين! فقال: أردتُ أن يتعلَّما أن لله عبادًا يحتقرون ما هم فيه.
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 7/ 99. وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬2) طبقات ابن سعد 8/ 155. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 44 بعد إيراده الخبر: يشير إلى المرجئة منهم الذين يقولون: هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبِّه الصحابة.
(¬3) في (ص): يتعشَّ.
(¬4) حلية الأولياء 4/ 4، وصفة الصفوة 2/ 285.
(¬5) حلية الأولياء 4/ 6 (ونُسب الكلام في ص إليه)، وصفة الصفوة 2/ 289، والكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬6) كذا في (ص). وفي (خ): وقالوا. وسياق الخبر في النسختين على الاثنين. وقد نُسب الخبر في (ص) إلى يعقوب بن سفيان، وهو عنده في "المعرفة والتاريخ" 1/ 708 وفيه أن محمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس ... إلخ، والخبر فيه على الإفراد، وكذا هو عند عبد الرزاق (21032)، و"حلية الأولياء" 4/ 14. ومحمد بن يوسف هو أخو الحجاج. والكلام الآتي في الخبر بين حاصرتين من (ص).
(¬7) كذا في (خ) و (ص). وفي "حلية الأولياء" 4/ 16 (والخبر منه): ابن لسليمان ... وهو كذلك في "صفة الصفوة" 2/ 287.