كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
وسأله سَلْم بن زياد عن مسألة، فلم يعرّج عليه وانتهرَه، فقيل له: إنه سَلْم صاحب خُراسان قال: فذاك أهونُ له عليّ.
[قال الحميديّ: ] ولم يكن في زمن طاوس أزهدَ منه (¬1).
[قال الهيثم: ] وكان إذا خرج من اليمن إلى مكة لم يشرب من الآبار التي احتفرها السلطان، ويشربُ من الآبار القديمة (¬2).
ومرَّ بنهر قد كراه السلطان، فأرادت بغلته أن تشرب منه، فمنعها (¬3).
وكان يُفرَش له الفراش فيُدرجُه ويقول: طَيَّرَ ذكرُ جهنَّم نومَ العابدين. ويتقلَّى كما تتقلَّى الحبَّة على المِقْلى، أقام كذلك أربعين سنة (¬4).
وقال عطاء: قال لي طاوس: لا تُنزل حاجتك بمن أغلقَ دونك أبوابَه وقد جَعل عليها حُجَّابَه، ولكن أنزلها بمن بابُه لك مفتوح، وقد أمرك أن تدعوَه، وضمنَ أن يستجيبَ لك (¬5).
وقال طاوس: ما من شيء يتكلَّم به الإنسان إلا أُحصي عليه حتَّى أنينُه في مرضه (¬6) [فكان طاوس يكره الأنين].
واقتدى به الإمام أحمد رحمه الله، فإنه ما أنَّ في مرضه حتى مات.
وقال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل طاوس عليَّ يعودُني فقلت له. ادْعُ لي، فقال: ادْعُ لنفسك، فإنه يجيب المضطّر إذا دعاه (¬7).
¬__________
(¬1) جاءت هذه الفقرة والتي قبلها في (ص) بالسياق التالي: قال الحميدي: لم يكن في زمان طاوس أزهد منه، سأله سالم (كذا) بن زياد عن مسلمة فلم يعرّج عليه وانتهوه فقيل له: إنه سالم ...
(¬2) صفة الصفوة 2/ 288.
(¬3) المصدر السابق. ولم يرد هذا الخبر في (ص).
(¬4) صفة الصفوة 2/ 289، والتبصرة 2/ 322 دون قوله: أقام كذلك أربعين سنة، ونُسب الخبر في (ص) لابن أبي الدنيا.
(¬5) حلية الأولياء 4/ 11، وصفة الصفوة 2/ 288. ونسب الخبر في (ص) لابن أبي الدنيا.
(¬6) حلية الأولياء 4/ 4، ونُسب الخبر في (ص) إليه والكلام بعده بين حاصرتين منها.
(¬7) حلية الأولياء 4/ 10، وصفة الصفوة 2/ 289. ونُسب الخبر في (ص) لأبي نعيم صاحب "الحلية".