كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
وقال صالح المُرِّي: وقف مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير وبكر بن عبد الله المُزَني بعرفة، فقال مطرِّف: اللهم لا تردَّهم اليوم من أجلي، وقال بكر: ما أشرفَه من مقام وأرجاه لأهله لولا أني فيهم (¬1).
وكانت قيمة كسوة بكر أربعة آلاف، وكانت أمُّه مُوسرةً، وكان زوجها كثير المال، وكان يكره أن يردُّ عليهما (¬2) شيئًا.
واشترى طيلسانًا بأربع مئة درهم (¬3).
ومرض فدخل الناس عليه يعودونه، فجلسوا، فقال بكر: المريض يُعاد، والصحيح يُزار (¬4).
[وكان يخضب بالسواد].
وقال: إذا رأيتَ من هو أكبرُ منك فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإذا رأيتَ من هو أصغر منك فقل: سبقتُه إلى المعاصي، فهو خيرٌ مني، وإذا رأيتَ إخوانك يعظّمونك ويكرمونك فقل: هذا فضل منهم عليّ، وإذا رأيتَ منهم تقصيرًا فقل: هذا بذنب أحدثتُه (¬5).
[وفي غير رواية ابن أبي الدنيا: إذا رأيتَ من هو أكبر منك، فقل: عَرَفَ اللهَ قبلي، وإذا رأيتَ من هو أصغر منك، فقل: عصيتُ اللهَ قبله، وإذا رأيتَ من هو مثلك، فقل: أنا من ذنوبي على يقين، ومن ذنوب هذا على شكٍّ] (¬6).
وقال حُميد: كان بكر مجابَ الدعوة (¬7).
¬__________
(¬1) صفة الصفوة 3/ 248. ووقع هذا الخبر في (ص) أواخر الترجمة.
(¬2) في (ص): عليها. والخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 209.
(¬3) للخبر تتمة في "طبقات" ابن سعد 9/ 259، وهي: فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذرّ عليه ترابًا، فقال له بكر: كما أنت. فأمر بكافور فسُحق، ثم ذرّه عليه.
(¬4) المصدر السابق 9/ 210.
(¬5) حلية الأولياء 2/ 226. ونُسب الخبر في (ص) لابن أبي الدنيا.
(¬6) الخبر بين حاصرتين من (ص).
(¬7) حلية الأولياء 2/ 230. ونُسب القول في (ص) إلى صاحبه أبي نُعيم.