كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
[وكانت وفاته في هذه السنة، وقيل في غيرها] (¬1).
مُوَرِّق بن المُشَمْرج
[أبو المعتمر] العجلي البصري، من الطبقة الثانية (¬2) من التابعين [من أهل البصرة].
كان ثقةً عابدًا، وكان يقول: أطلب (¬3) أمرًا منذ عشرين سنة لم أقدر عليه، فقيل له: وما هو؟ قال: الصمت عمَّا لا يعنيني.
[وقال: تعلَّمتُ الصمت عشرين سنة. أو عشر سنين] (¬4).
وقال: ما قلتُ شيئًا في حال الغضب فندمتُ عليه في حالة الرِّضى، وربما أتَتْ عليَّ السنة لا أغضبُ فيها.
[وقال مورِّق: ما وجدتُ للمؤمن مثلًا في الدُّنيا إلا كمثل رجل على خشبة في البحر وهو يقول: لعل الله ينجيني] (¬5).
[قال (¬6): وكان يُفلِّي رأس أمه].
وكان يدخلُ على إخوانه فيضع عندهم الدراهم ويقول: أمسكوها حتَّى أعودَ إليكم. ثم يبعث إليهم: أنفقوها، فأنتم [منها] في حِلّ (¬7).
وطبخ له غلام بيضًا في قِدْر، فقال: في أيِّ شيء طبختَه؟ قال: في قِدْرٍ رُهِنَ عندي. فلم يأكله، وكره استعمال الرَّهن.
وقال غيلان بن جرير (¬8): حبس الحجَاج مورِّقًا في السجن فلقيَني مُطَرِّف فقال: ما صنعتُم في صاحبكم؟ [قال: ] قلت: محبوس. قال: تعال حتَّى ندعو [قال: ] فدعا
¬__________
(¬1) تنظر الترجمة في "تاريخ دمشق" 45/ 196 - 208، وما سلف فيها من كلام بين حاصرتين من (ص).
(¬2) في (ص): ذكره ابن سعد في الطبقة الثَّانية ... وهو في "طبقاته" 9/ 212. والكلام السالف والآتي بين حاصرتين من (ص).
(¬3) في (خ) و (ص): يقول لي أطلب (؟ ) ولفظة "لي" سهو، وعبارة "طبقات" ابن سعد: أمرٌ أنا في طلبه.
(¬4) الكلام بين حاصرتين من (ص). وهو في "طبقات" ابن سعد 9/ 212.
(¬5) المصدر السابق 9/ 213. والكلام من (ص).
(¬6) قوله: قال، يعني ابن سعد. وهو في "الطبقات" 9/ 214.
(¬7) المصدر السابق.
(¬8) في (ص): وحكى ابن سعد عن غيلان بن جرير قال ... والخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 215.