كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

النَّبْلَ وَيرِيشُها. قالوا: ثلاث مئة دينار. قال: إنه يرمي فيُصيب. قالوا: أربع مئة دينار.
قال: إنه راوية للأشعار. قالوا: ستّ مئة دينار. قال: فإنه شاعر. قالوا: ألف دينار.
فاشتراه بألف دينار. فقال: أصلح الله الأمير، فأين جائزتي؟ فأعطاه ألف دينار، فاشترى أمَّه وأهلَه وأعتقَهم (¬1).
وذكره محمد بن سلّام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام (¬2). قال (¬3): وكان حسن الشِّعر، عفيف الفرج، سخيًّا، يفضُل على الناس بماله وطعامه [وكان أهل البادية يسمُّونه (النُّصيب) بالألف واللام لما يرون من جُوده وسخائه] (¬4) ولم يَهْجُ أحدًا تديّنًا.
[وقال: وكان عبدًا لبني كعب راعيًا لهم، فباعوه من قلاص بن محرز الكناني، فكان يرعى إبلَه] (¬5).
ومدح عبد العزيز بن مروان وعبد الملك وأولادهما، وحصلَ له منهم الأموال [الكثيرة].
ومدح يومًا هشام بن عبد الملك، فقال له: سلني. فقال: يدُك بالعطيَّة أبسطُ من لساني بالمدح. فقال: هذا واللهِ أحسنُ من مدحك بالشعر. وأجزلَ جائزته (¬6).
[وكان يخلو بهشام، فينشده مراثي بني أمية (¬7)، فيبكي هشام ويبكي معه نُصيب، ونُصيب هو الَّذي ذكرناه في ذكر ترجمة عمر بن عبد العزيز].
¬__________
(¬1) الأغاني 1/ 333 - 334، والمنتظم 7/ 125.
(¬2) طبقات فحول الشعراء 2/ 675.
(¬3) سياق الكلام يظهر أن القائل هو ابنُ سلَّام. ولم أقف عليه من كلامه، وهو في "المنتظم" 7/ 125، وبنحوه لمحمد بن كُناسة في "الأغاني" 1/ 325.
(¬4) ما بين حاصرتين (ص)، وزدْتُ كلمة: النُّصيب، بين قوسين من عندي للإيضاح. وعبارة الأغاني: وكان أهل البادية يدعونه النُّصيب، تفخيمًا له. وبنحوها عبارة "المتنظم".
(¬5) كذا في "المنتظم" 7/ 125 ونقلَه عنه السِّبط هنا. وقد وهم ابن الجوزيّ - والله أعلم - في قراءة خبر خروج نُصيب إلى عبد العزيز بن مروان؛ قال نُصيب: إني لأخشى من قِلاصٍ ابن مُحْرِزٍ ... إذا وَخَدَتْ ... فجعلَ قِلاصَ بنَ مُحرز شخصًا. ينظر "الأغاني" 1/ 332 وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬6) الأغاني 1/ 338 - 339، والمنتظم 7/ 126.
(¬7) في (ص) (والكلام منها وهو ما بين حاصرتين): مراثي في أم هشام! والمثبت من "الأغاني" 1/ 338.

الصفحة 450