كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

ابنَ حيَّان، فأشار عليه بمحمد بن زيد (¬1)، فاستقضاه، فلم يزل قاضيًا حتى عُزل أشرس.
وباشر أشرس الأمور دقيقَها وجليلَها بنفسه، واتَّخَذَ الرابطة (¬2)، وهو أوَّلُ من اتَّخَذها بخُراسان، ووَلَّى على الرابطة عبد الملك بن زياد الباهلي.
ولما قدم أشرس كبَّر الناسُ فَرحًا به، فقال شاعر:
لقد سمعَ الرحمنُ تكبيرَ أمَّةٍ ... غداةَ أتاها من سليم إمامُها
إمامُ هدًى قوَّى به اللهُ أمرَهُم ... وكانت عِجافًا ما تصحُّ (¬3) عظامُها
ولما قدم (¬4) أشرس خُراسان قدم على حمار، فقال له بعض النَّبَط: أيها الأمير، إن كنتَ تريدُ أن تكون والي خُراسان فاركَبْ فوسك، وشُدَّ حِزامَه بيدك، وارفع السَّوْط والسيف، واقتحم النار، وإلَّا فارجع. فقال: لا أقتحمُ النار، وأركبُ الحمار والخيل (¬5).
وحجَّ بالناس إبراهيم بن هشام [المخزومي] وهو على ولايته.
و[قال الواقدي: ] خطب بمنى يوم العيد بعد الظهر وقال: سلوني، فأنا ابنُ الوحيد، لا تسألونَ أحدًا أعلمَ منّي. فقام إليه رجلٌ فقال: الأُضحيةُ واجبة أم سُنَّة؟ فما دَرَى ما يقول، ونزل!
وكان على العراق خالد القَسْري، وعلى قضاء البصرة ثُمامة بن عبد الله الأنصاري، وعلى شرطتها بلال بن أبي بُرْدَة (¬6).
¬__________
(¬1) في (خ): زياد. والمثبت من "تاريخ" الطبري 7/ 52، و"الكامل " 5/ 143. وذكره ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" ص 196.
(¬2) في (خ) (والكلام منها): المرابطة. وكذا في الموضع التالي. والمثبت من "تاريخ" الطبري 7/ 52. والرابطة: كوكبة من الفرسان تقوم بدور العسس. ينظر "تكملة المعاجم العربية" 5/ 72.
(¬3) في "تاريخ" الطبري 7/ 52: ما تمُخُّ.
(¬4) في (خ) (والكلام منها): وفيها قدم ... ، والصواب ما أثبتُّه إن شاء الله. وينظر "تاريخ" الطبري 7/ 52.
(¬5) من قوله: فقال ثابت قطنة (أول سنة 109) ... إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(¬6) تاريخ الطبري 7/ 53. ومن قوله: وكان على العراق ... إلخ. ليس في (ص).

الصفحة 457