كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

من فِعال الحجَّاج. فقال: أرى أن لا تقاتلوه، فإنها إنْ تكن عقوبةً من الله عزَّ وجل، فما أنتم برادِّي عقوبتِه بأسيافكم، كان يكن بلاءً؛ فاصبروا حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين.
فخرجوا من عنده وهم يقولون: نطيع هذا العِلج! وهم قوم عرب، وخرجوا مع ابن الأشعث، فقُتلوا جميعًا (¬1).
وقال رجل: يا أبا سعيد، ما تقول في الفتن مثل (¬2) يزيد بن المهلب وابن الأشعث؟ فقال: لا تكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء. فقال: ولا مع أمير المؤمنين؟ قال: لا (¬3).
وكان ينهى عن الخروج على الحجَّاج، ويأمرُ بالكفِّ عنه، ويقول: واللهِ ما سلَّطه اللهُ عليكم إلا عقوبةً، فلا تُعارضوا عقوبةَ الله بالسيف، ولكن عليكم بالسَّكِينة والتضرُّع (¬4).
وقال: لو أن الناس إذا ابتُلُوا من قبل سلطانهم صبروا، ما لبثوا أن يفرِّجَ اللهُ عنهم، ولكنهم (¬5) يجزعون إلى السيف، فيوكلون عليه (¬6).
وقال القاسم بن الفضل: رأيتُ الحسن قاعدًا في أصل منبر ابن الأشعث (¬7).
وقال أيوب: قيل لابن الأشعث: إنْ سرَّك أن يُقتل الناسُ حولَك كما قُتلوا حول جمل عائشة؛ فأخْرِج الحسن. فأخرجه مكرهًا. فغفلوا عنه، فألْقَى نفسه في بعض تلك الأنهار، فنجا منهم، وكاد يهلك (¬8).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 9/ 164.
(¬2) في (ب): مع، بدل: مثل.
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 165 وفي سياقته بعض الاختلاف عن الخبر أعلاه. ومن قوله: فلما كانت فتنة ابن الأشعث ... إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(¬4) الخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 165 بأطول منه.
(¬5) في (ب): ولكن.
(¬6) في "طبقات" ابن سعد 9/ 165: فيوكلون إليه.
(¬7) طبقات ابن سعد 9/ 165.
(¬8) الشطر الأول من الخبر في "طبقات" ابن سعد 9/ 164 من كلام أيوب، وشطره الثاني فيه من كلام ابن عون. ومن قوله: وقال: لو أن الناس إذا ابتُلوا ... إلى هذا الموضع، ليس في (ص).

الصفحة 463