كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد. فقال له [الحسن]. أين غُذيتَ؟ قال: بالأُبُلَّة.
قال: من هناك أتيت (¬1).
وقال سعيد أخو الحسن يومًا: أنا أعربُ الناس قال الحسن: أنت؟ ! قال: نعم، فإن استطعتَ أن تأخذَ عليَّ كلمةً واحدة. فيال الحسن: نعم، هذه (¬2).
ووقع الطاعون بالبصرة، فاجتمع الناس إلى الحسن وقالوا: يا أبا سعيد، هلك الناس. فقال: ليس ما فعل بكم وبكم مهلكًا (¬3)، أقلع مذنب، وأنفق مُمْسك (¬4).
و[قال الأصمعي: حُكي عن الحسن أنه] قال: في الكلب عشر خصال محمودة.
أحدها: ما يزال جائعًا، وذلك [من] دأب الصالحين.
والثانية: لا يكون له مكان معروف، وذلك من علامات المتوكِّلين.
والثالثة: لا ينام طول ليله، وذلك من صفات المحبِّين.
والرابعة: إذا مات لا يخلِّفُ شيئًا، وذلك من صفات المتزهدين.
والخامسة: لا يُفارق صاحبَه وإن آذاه وجفاه، وتلك أمارات المريدين.
والسادسة: أن يرضى من الدنيا بأدنى الأماكن، وذلك من أوصاف القانعين.
والسابعة: إذا غلب على مكان تركه، ومَضى إلى غيره، وتلك علامات (¬5) الوَرعين.
والثامنة: إذا طُرد عَاد، وتلك من صفات المحافظين.
والتاسعة: إذا حضر المعلوم قعد بعيدًا، وهذه صفات المساكين (¬6).
والعاشرة: ليس له مأوى، وهذه من أوصاف المتجرِّدين (¬7).
¬__________
(¬1) المصدر السابق 9/ 167.
(¬2) المصدر السابق.
(¬3) في (ب): هلكًا. ولم يرد هذا الخبر في (ص).
(¬4) ينظر "العقد الفريد" 3/ 193، و"محاضرات الأدباء" 4/ 324 - 325، و"وفيات الأعيان" 2/ 70.
(¬5) في (ب) و (ص): علامة.
(¬6) في (ص): السالكين.
(¬7) لم أقف على الخبر. وألحقه ناشر "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" به، ولا تصحُّ نسبته إلى الحسن البصري - رضي الله عنه -، فأسلوبُ هذا الكلام ليس من أسلوبه، ولا من أسلوب عصره، ولا يخفى ما فيه من تكلّف، بل إن بعض الخصال المذكورة فيه لا تليق بالمؤمن.

الصفحة 471