كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

[ذكر وفاته رحمة الله عليه: ]
[قال الواقدي: ] وتوفي الحسن رحمة الله عليه في رجب سنة عشر ومئة [وبينه وبين محمد بن سيرين مئة يوم؛ تقدَّمه الحسن.
وقال حمَّاد بن سلمة: كان ذلك] يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، وغسَّله أيوبُ السَّخْتِياني، وحُميد الطويل.
وكان له يوم مات سبع وثمانون سنة [كان أسنَّ من ابن سيرين بعشر سنين (¬1).
وحكى ابن سعد قال: ] قال رجل لابن سِيرِين: رأيتُ في المنام طائرًا أخذ [أحسن] حصاةٍ من المسجد. فقال [ابن سِيرِين]: إن صدقَتْ رؤياك مات الحسن. فلم يلبث إلا قليلًا حتى مات (¬2).
[وقال ابن قتيبة: لم يحضر ابنُ سِيرِين جنازة الحسن لشيءٍ كان بينهما.
قلت: وليس كما ذكر ابن قُتيبة، بل كان ابنُ سِيرِين محبوسًا في حبس الحجَّاج بدَيْن كان عليه، وسأل الخروج ليصلّيَ عليه، فلم يمكّن، ومات ابنُ سِيرِين في الحبس لما نذكر].
[ذكر ما رُؤي له من المنامات]
[وفيها كثرة، فنقتصر على ما ثبت منها:
قال الواقدي: قال ابن أبي الدنيا في كتاب "المنامات": ] قال مالك بن دينار (¬3): رأيت الحسن في منامي مشرقَ اللون، شديد بياض الوجه، تُبرق مجاري دموعه من شدَّة بياضها على سائر وجهه [قال: ] فقلت: يا أبا سعيد، ألستَ عندنا من الموتى؟ ! قال: بلى. قلتُ: فما الذي صرتَ إليه بعد الموت في الآخرة؟ فواللهِ لقد طال حُزنُك وبكاؤُك في دار الدنيا. [قال: ، فتبسَّم وقال: لقد رفع الله لنا بذلك الحزن والبكاء علم الهداية إلى طريق منازل الأبرار، فحلَلْنا بثوابه مساكنَ المتقين، وايمُ الله، إنَّ ذلك لمن
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 9/ 177 - 178. والكلام الواقع بين حاصرتين في هذه الفقرة من (ص).
(¬2) المصدر السابق 9/ 174، ولفظة "أحسن" بين حاصرتين منه.
(¬3) ما سلف بين حاصرتين من (ص)، وجاء بعده فيها ما صورتُه: وقد حدَّثنا به غير واحد عن أبي بكر محمد بن عبد الله (كذا. والصواب: عُبيد الله) بن نصر بن الزاغوني بإسناده عن مالك بن دينار قال ... الخ والخبر في "المنامات" (39) ص 37.

الصفحة 472