كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وكانوا إذا ذكروا عنده رجلًا بسيِّئة ذكر أحسن ما فيه، وذكر يومًا طبيبًا ثم قال: فلانٌ أطبُّ منه. فانتبه وقال: غفر الله له، ما أُراني إلا قد اغتبتُه (¬1).
[وروى عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل عن أبيه، عن عفَّان بن مسلم، عن حمَّاد بن زيد قال: قال عاصم الأحول: سمعت] مورِّق (¬2) العجلي [يقول: ] ما رأيتُ رجلًا أفقه في ورعه، ولا أورعَ في فقهه من محمد بن سيرين (¬3).
وقال أبو قِلابة: وأيُّنا يُطيق ما يُطيق محمدُ بنُ سِيرِين، يركبُ مثل حدِّ السِّنان (¬4).
[وروى ابن أبي الدنيا عن أبي عَوَانة قال: كان محمد بن سِيرِين إذا مشى فيكبّر الناس، كان قد أُعطِيَ هديًا وسمتًا وخشوعًا، فكان الناس إذا رأوه ذكروا الله تعالى] (¬5).
[وقال عاصم: ] ولم يكن محمد بن سيرين يترك أحدًا يمشي معه (¬6) وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا (¬7).
وأرسل إليه عُمر بن هُبيرة بثلاثة آلاف درهم، فلم يقبلها، فقيل له في ذلك [وأن الحسن قد قبل أربعة آلاف] فقال: إنما بعث بها إليَّ على خير يظنُّه فيَّ (¬8)، ولئن كنتُ كما ظنَّ بي فما ينبَغي لي أن أقبل؛ وإن لم أكن كما ظنّ بي فبالحريِّ أنني لا أقبل (¬9).
وكان يقول: العُزْلة عبادة (¬10).
¬__________
(¬1) المصدر السابق.
(¬2) في (خ): وقال مورِّق ... والكلام المثبت (وهو ما بين حاصرتين) من (ص).
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 195، وحلية الأولياء 2/ 266، وتاريخ بغداد 5/ 287، وتاريخ دمشق 62/ 58 - 259 (طبعة مجمع دمشق)، وصفة الصفوة 3/ 243.
(¬4) طبقات ابن سعد 9/ 197، وحلية الأولياء 2/ 267، وتاريح دمشق 62/ 265.
(¬5) الأولياء، لابن أبي الدنيا ص 19 (31). ونفظه فيه عن أبي عَوَانة: رأيتُ محمد بنَ سِيرين يمرُّ في السوق وكبر الناس ... إلخ. والكلام بين حاصرتين من (ص). وينظر "تاريخ دمشق" 62/ 274 (طبعة مجمع دمشق).
(¬6) حلية الأولياء 2/ 267، وصفة الصفوة 3/ 243.
(¬7) حلية الأولياء 2/ 263 و 272، وتاريخ دمشق 62/ 273، وصفة الصفوة 3/ 243 - 244.
(¬8) في (ص): بي.
(¬9) صفة الصفوة 3/ 245 - 246. ونُسب الخبر في (ص) لأبي نُعيم، وهو بنحوه في "حلية الأولياء" 2/ 268.
(¬10) صفة الصفوة 3/ 246.

الصفحة 477