كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وقال ابن سعد: اشترى طعامًا بأربعين ألف درهم، فأُخبر عن أصله بشيء كرهه، فتصدَّق به، وبقي المال عليه، فحُبس به، ومات في الحبس، والذي حبسه مالك بن المنذر في دَينِ [امرأةٍ يقال لها: ] أمّ محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي، وكان زوجَها سَلْمُ بنُ زياد [وأخرجها معه إلى خراسان، وكان أبوها يلقب كركرة] (¬1).
قال ابن سعد [أيضًا]: باع ابن سيرير جارية من هذه المرأة، فرجعت إليه، فشكت أنها تعذبُها، فأخذَها محمد، وكان قد أنفق ثمنها [وهي التي حبسَتْه، وهي التي تزوَّجها سَلْمُ بنُ زياد] (¬2).
وقال ثابت البُناني: قال لي محمد بن سِيرِين: يا أبا محمد، إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي وأقمت على المصطبة، فقيل: هذا محمد بن سِيرِين، أكلَ أموال الناس (¬3).
وقال هشام: اشترى ابنُ سيرين شيئًا (¬4) فيه ربح ثمانون ألفًا، فعرض في قلبه شيء، فتركه [قال هشام: ] وواللهِ ما هو بِرِبًا (¬5).
وقال حمَّاد بن زيد: مات محمد بن سِيرِين يوم الجمعة، وغسَّله أيوب وابنُ عون، وذلك لتسع خلون من شوال، وقيل: ليلة الجمعة لعشر خلون منه، ومات الحسن ليلة الجمعة أول يوم من رجب، بينهما مئةُ يوم [وقيل: أربعون يومًا، والأول أصح وأشهر، وقد ذكره ابن سعد وغيره] (¬6).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 8/ 197 - 198، وتاريخ دمشق 62/ 289، وليس فيهما في هذه الرواية اسم المرأة، إنما ورد اسمها في الرواية التالية. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬2) المصدر السابق. والكلام بين حاصرتين من (ص).
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 198، وتاريخ دمشق 62/ 290. وفيهما بعده: وكان عليه دين.
(¬4) في "طبقات" ابن سعد 7/ 198: "اشترى طعامًا بيعًا من مَنُونيا" وفي "سير أعلام النبلاء" 4/ 616: "اشترى بيعًا من مَنُونيا". ومَنُونيا: قرية من قرى نهر الملك. (ونهر الملك بقعة شاسعة ببغداد). ينظر "معجم البلدان" 5/ 217 و 324.
(¬5) المصدران السابقان. ونُسب الخبر في (ص) لابن سعد.
(¬6) ينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 205، و"تاريخ دمشق" 62/ 237 و 297 و 301 و 302. والكلام الواقع بين حاصرتين من (ص).

الصفحة 480