كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

وروى عن جماعة من التابعين، منهم شُريح القاضي، وكان يُدني مجلسه، وعَبِيدةُ السَّلْماني، ومسلم بن يسار، وغيرهم.
وروى عنه خلق كثير، منهم الشعبي، وقتادة، وأيّوب، وابنُ عَوْن، ويونس بن عُبيد.
وكان ابن سِيرِين يحدِّث بالحديث على حروفه ويقول: إن هذا العلم دينٌ، فانظُروا عمن تأخذونه. وكان إذا حدَّث لم يقدّم ولم يؤخّر (¬1).
وعرض له في آخر عمره في أُذُنيه صَمَم، فكان يتحفَّظ في رواية الحديث.
[وقد ذكرنا أنه كان له جماعة من الإخوة، والمشهور منهم ثلاثة: معبد بن سيرين، وكان أسنَّ من محمد وأقدم إخوته.
وقال الفلَّاس: كانوا خمسة إخوة: معبد، وهو أكبرهم، ويحيى، وخالد، ومحمد، وأنس، وأنس أصغرهم.
وأمَّا حفصة فسنذكرها في سنة ست عشرة ومئة.
انتهت ترجمة ابن سيرين رحمه الله تعالى] (¬2).

وَهْب بن مُنَبِّه اليَمَاني
[وكنيتُه] أبو عبد الله، وهو من الأبناء، وذكره ابنُ سعد في الطبقة الثانية (¬3) من التابعين [من أهل اليمن، وروى في ترجمته حديثًا، فقال: حدَّثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبّه الصنعاني بإسناده عن عُبادة بن الصامت قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يكون في أمتي رجلان، أحدهما اسمُه وَهْب، يهبُ اللهُ له الحكمة، والآخر غَيْلان، فتنتُه على هذه الأمة أشرُّ من فتنة الشيطان" (¬4).
¬__________
(¬1) تاريخ دمشق 62/ 253.
(¬2) الكلام بين حاصرتين من (ص). وينظر "طبقات" ابن سعد 9/ 205 - 206.
(¬3) في (ب) و (خ): من الطبقة الثانية، بدل: وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية، وأثبتّ عبارة (ص) لتناسب بها زدتُه منها بعد ذلك بين حاصرتين.
(¬4) في إسناده مروان بن سالم الدمشقي؛ قال ابن حجر في "التقريب": متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع وسيرد الكلام عليه.

الصفحة 482