كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

[وكان يُقرئُ الناس في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال نافع بن أبي نُعيم، هو أحد القرَّاء السبعة، قال: ] ولما مات وغُسِّل نَظروا ما بين منحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فقالوا: هذا نور القرآن، ثم صار ذلك البياض غُرَّة بين عينيه (¬1).
واختلفوا في وفاته، فقال ابن سعد: توفي في خلافة مروان بن محمد، وكان ثقة قليل الحديث (¬2)، وحكى أبو القاسم الهُذَلي في كتاب "الكامل" أنه توفي سنة عشر ومئة (¬3).
وروى ابن أبي الدنيا عن سليمان العمري قال: رأيتُ أبا جعفر القارئ في المنام على ظهر الكعبة، فقلتُ: أبا جعفر؟ قال: نعم، أَقْرِئْ إخواني السلام مني، وأخْبِرهم أنَّ الله تعالى جعلني مع الشهداء الأحياء المرزوقين، وأقْرِئْ أبا حازم السلام، وقل له: يقول لك أبو جعفر: الكَيسَ الكَيس، فإن الله وملائكته يتراءَوْن مجلسك بالعشيَّات (¬4).
[وهذا أبو حازم الأعرج صاحب الموعظة لسليمان بن عبد الملك، وسنذكره في سنة أربعين ومئة في خلافة المنصور].
أسند أبو جعفر عن مولاه عبد الله، وعن ابن عمر، وأبي هريرة، وزيد بن أسلم.
وروى عنه أبو معشر نَجِيح، وعبد العزيز الدراورديّ، وغيرهما (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه المِزّي في "تهذيب الكمال" 33/ 201 - 202 بإسناده إلى نافع، دون قوله: ثم صار البياض ... إلخ فهو في "تاريخ دمشق" 18/ 368 (مصورة دار البشير) من طريق أخرى وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(¬2) طبقات ابن سعد 7/ 426.
(¬3) من قوله: واختلفوا في وفاته ... إلى هذا الموضع، مثبت من (ص)، ووقع الكلام في (خ) مختصرًا.
(¬4) المنامات لابن أبي الدنيا (321)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ 370 (مصورة دار البشير).
(¬5) ينظر "تاريخ دمشق" 18/ 363، و"تهذيب الكمال" 33/ 200. وما سلف بين حاصرتين من (ص).

الصفحة 488