كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

[وقال الجوهري: والجرير حبل يجعل للبعير بمنزلة العِذار للدابة غير الزِّمام، وبه سمّي الرجل جريرًا (¬1).
وقال الهيثم: ] وكان جرير يقدَّم على الفرزدق والأخطل.
وقال الجاحظ: الشعر أربعة (¬2) أصناف: مديح، وافتخار، وهِجاء، ونَسِيب، وفي جميعها جريرٌ مقدَّم، فإنه قال في الافتخار:
إذا غَضِبَتْ عليكَ بنُو تميمٍ ... رأيتَ الناسَ كلَّهمُ غِضابا
وقال في المديح:
ألستُم خيرَ من ركب المَطَايا ... وأندى العالمينَ بطونَ راحِ
وقال في النَّسِيب:
إنَّ العيون التي في طَرْفها مرضٌ (¬3) ... قَتَلْنَنَا ثمَّ لم يُحيينَ قَتْلَانا
وقال في الهجو:
فغُضَّ الطَّرْفَ إنك من نُمَيرٍ ... فلا كعبًا بلغتَ ولا كِلابا (¬4)
و[قال القُتبي: ] (¬5) كان جرير ديِّنًا عفيفًا. قال: ما عشقتُ قطّ فأحتاجَ أن أُشبِّب بالحُرَم، ولو عشقتُ لشَبَّبْتُ تشبيبًا تسمعُه العجوز فتبكي على شبابها.
[وروي أنه كان يشبِّب].
وقال عثمان الليثي (¬6): رأيتُ جريرًا وما يضمُّ شفتيه من التسبيح. قلت: وما ينفعُك هذا وقد قذفتَ المُحْصَنات؟ ! فقال: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
¬__________
(¬1) الصحاح 2/ 611 (جرر). والعِذار: ما سال من اللِّجام على خدّ الفرس. وهذا الكلام الواقع بين حاصرتين من (ص).
(¬2) في النسخ الخطية: الشعراء أربعة. وهو خطأ.
(¬3) في (ص): حَوَرٌ. وكذا في رواية "الأغاني" 8/ 6.
(¬4) ينظر "طبقات فحول الشعراء" 2/ 379 - 380، و"الأغاني" 8/ 6، و"المنتظم" 7/ 144 - 145، و"مختصر تاريخ دمشق" 6/ 41.
(¬5) ما بين حا صرتين من (ص)، والكلام بنحوه في "الشعر والشعراء" 1/ 466، وبنحوه أيضًا في "الأغاني" 8/ 43، و"المنتظم" 7/ 145، ونُسب فيهما للعتبي.
(¬6) كذا في (ب) و (خ): الليثي. وفي (ص): العتبي. وفي "مختصر تاريخ دمشق" 8/ 40: البتي، وفي "تاريخ الإسلام" 3/ 21، و"سير أعلام النبلاء" 4/ 591: التيمي. ولم أعرفه.

الصفحة 491