كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

امرأتُه طالق، وكل مملوك له حرّ إن أفطر الليلة إلا على هذين البيتين. وهما من أبيات، منها -وهو أوَّلُها-:
ما للمنازل لا تُجيب حَزِينا ... أصَممْنَ أم قَدُمَ المَدَى (¬1) فَبَلِينا
ولقد تكنَّفني (¬2) الوُشاةُ فصادفوا ... حِصنًا بسرِّكِ يا أُميمُ حَصِينا (¬3)
قد هاج ذِكْرُكِ والصبابةُ والهوى ... داءً تمكَّنَ في الفؤاد مكينا (¬4)
وقال الأصمعي: أحسنُ ما قيل في ملاطفة الإخوان:
إلى الله أشكو أنَّ بالغَوْر حاجةً ... وأُخرى إذا أبصرتُ نجدًا بدا ليا
فقولا لواديها الذي نزلَتْ به ... أَوَاديَ ذي القَيصُوم أمرعتَ واديا (¬5)
وإني لأستحيي أخي أن أرى له ... عليَّ من الفضل الذي لا أرى ليا (¬6)
وقال جرير:
يا أختَ ناجية السلامُ عليكمُ ... قبل الرَّحيلِ (¬7) وقبل لَوْمِ العُذَّلِ
لو كنتُ أعلمُ أنَّ آخِرَ عهدِكُم ... يومَ الرَّحيلِ فعلتُ ما لم أفعلِ
وقال:
يا أمَّ عمرٍو جزاكِ الله صالحةً (¬8) ... رُدِّي عليَّ فؤادي كالذي كانا
قد خُنْتِ مَنْ لم يكن يخشى خِيانَتَكُم ... ما كنتِ أوَّلَ موثوقٍ بمن (¬9) خانا
¬__________
= 11/ 214، وأورده أيضًا ابن الجوزي في "المنتظم" 7/ 329 في وفيات سنة (135). وأبو السائب هذا من ولد عبد الله بن السائب أبي السائب المخزومي المكّي الصحابي. ينظر "جمهرة أنساب العرب" ص 143.
(¬1) في (ب) و (خ) (والكلام منهما): الهوى، والمثبت من "الديوان" 1/ 386، و"المنتظم" 7/ 147.
(¬2) في "الديوان" 1/ 387، و"المنتظم": تَسَقَّطني.
(¬3) في المصدرين السابقين: حَصِرًا بسرِّك يا أُميم ضنينا.
(¬4) هذا البيت في "المنتظم" 7/ 147، وليس في "الديوان".
(¬5) القيصوم: نوع من النبات قريب من نوع الشِّيح، ويكثر في البادية. وأفرَعَ المكانُ: أخصبَ بكثرة الكلأ.
(¬6) الأبيات في "المنتظم" 7/ 146 مع ثلاثة أخرى، وفيه: الذي لا يرى ليا. والبيتان الأوَّلان ضمن قصيدة في "ديوان" جرير ص 498 - 499 (طبعة دار صادر) والأول منها فيه 1/ 75 (بشرح ابن حبيب).
(¬7) في طبعتي الديوان: ص 357 و 2/ 939. يا أمَّ ناجيةَ ... قبل الرَّواح ...
(¬8) في "الديوان" بطبعتيه المذكورتين ص 491 و 1/ 161، و"المنتظم" 7/ 146: مغفرة.
(¬9) في المصادر السابقة: به.

الصفحة 495