كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)
ودخل جرير على عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، قد قلتُ فيك ثلاثة أبيات، ما قالت العربُ مثلها، ولن أُنشدك إيَّاها إلا كلّ بيت بعشَرة آلاف درهم. فقال: هاتها، للهِ أبوك. فقال:
رأيتُكَ أمسِ خيرَ بني (¬1) مَعَدٍّ ... وأنتَ اليومَ خيرٌ منك أمس
وبيتُكَ في المناقب خيرُ بيتٍ (¬2) ... وغَرسُكَ في المغارس خَيمُ غَرْسِ
وأنتَ غدًا تزيدُ الضِّعْف ضِعْفًا ... كذاك تَزيدُ سادَةُ عبدِ شمسِ (¬3)
فأمر له بثلاثين ألفًا.
وكان السبب في وقوع الهجاء بين الفرزدق وجرير أن جريرًا كان يُهاجي البَعِيث -واسمُه خِداش بن بِشْر المجاشعي- فأعانه الفرزدق على جرير، فصار جرير يهجوهما، ثم أعان الأخطل الفرزدق على جرير.
والغالبُ على شعر الفرزدق أنه كان يفخر بآبائه، وكان جرير يُعيّر الفرزدق بأن قومه أجاروا الزُّبَيْر - رضي الله عنه - وقتلوه (¬4).
عطيَّة بن سَعْد (¬5)
ابن جُنادة العَوْفيّ، من جُذيلة، أبو الحسن، من الطبقة الثانية من التابعين من أهل الكوفة، وكانت أمّه أمَّ ولد.
¬__________
(¬1) في (ب) و (خ): من، بدل: بني. والمثبت من "المنتظم" 7/ 145 والمصادر المذكورة معه لاحقًا.
(¬2) في "المنتظم"؛ ونبتُك ... نبتٍ.
(¬3) الخبر في "المنتظم" 7/ 145 - 146. وذكر أبو الفَرَج في "الأغاني" 18/ 135 البيت الأول والثالث لأعشى بني ربيعة في مدح عبد الملك بن مروان، ونسبهما ابن عبد ربه في "العقد الفريد" 5/ 339 لأعشى همدان، وأوردهما بنحوهما 2/ 137.
(¬4) بعده في (خ) ما صورتُه: آخر الجزء السادس، والحمد لله وحده، يتلوه إن شاء الله تعالى في الجزء السابع عطية بن سعد بن جُنادة العوفي من جديلة. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
(¬5) جاء في (خ) قبل هذه الترجمة ما صورتُه: الجزء السابع من تاريخ مرآة الزمان للشيخ الإمام العالم العلامة شمس الدين أبي المظفَّر يوسف سبط ابن الجوزي. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.