كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

ثم دخل عليه بعد ذلك وأنشده:
وَرِثْتُم قناةَ المُلكِ لا عن كَلالةٍ ... عن ابنَيْ منافٍ عبدِ شمسٍ وهاشمِ (¬1)
فأجازَه ووصلَه.
وكان الفرزدق يهاجي جريرًا ويُهاجيه جرير، ومع هذا فكان كلُّ واحد منهما يراعي صاحبه.
ولمَّا هجا الفرزدق هشام بن عبد الملك بقوله:
يُقلِّبُ عينَّا لَم تكُنْ لخليفةٍ (¬2)
في نور زين العابدين. قول الفرزدق (¬3):
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأتَهُ (¬4)
وحبس هشام الفرزدق بعُسْفان؛ دخل جرير (¬5) على هشام (¬6) وقال له: إن كنت تريد [أن] تبسط يدك على مُضَر؛ فأطلقْ لها شاعرها. يعني الفرزدق. فأطلقه.
[وقد ذكرنا القصة] ولم يكن هشام في ذلك الوقت وليَ الخلافة (¬7).
¬__________
(¬1) العقد الفريد 2/ 193 - 194 دون قوله: ثم دخل عليه بعد ذلك وأنشده ... إلخ. والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(¬2) هو صدر بيت، وعجزُه: مُشوَّهةً حَوْلاءَ جَمًّا عيوبُها. وهو في "العقد الفريد" 5/ 325، وللبيت رواية بنحوها في "الأغاني" 21/ 378، وأوله: يقلِّبُ رأسًا ...
(¬3) كذا وقع الكلام في (ب) و (خ)، وليس في (ص). ولعل فيه سقطًا. وينظر التعليق التالي.
(¬4) هو صدر بيت، وعجزه: والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ، وهو من قصيدة طويلة يمدح بها زينَ العابدين - رضي الله عنه - لما تجاهله هشام بن عبد الملك. ينظر "الأغاني" 21/ 376 - 378، و"تاريخ دمشق" 49/ 126 - 128 (طبعة مجمع دمشق- ترجمة علي بن الحسين). ومن قوله: وكان الفرزدق يهاجي جريرًا ... إلى هذا الوضع، ليس في (ص).
وينظر التعليق التالي.
(¬5) قوله: دخل جرير؛ جواب قوله: ولا هجا الفرزدق هشام ... كما هو الكلام في (ب) و (خ). ولم يرد الكلام السابق في (ص)، وجاءت عبارة (ص) هنا بلفظ: ورُوي أن هشام بن عبد الملك حبس الفرزدق بعسفان، ودخل جرير ... إلخ.
(¬6) في (ص): على وطأته هشام (؟ ).
(¬7) بنحوه في "العقد الفريد" 5/ 325. والكلام بين حاصرتين من (ص).

الصفحة 501