كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 10)

قال لَبَطَة: حدثنا أبي قال: لقيَني أبو هريرة، فقال: كم من محصنة قذفتَها! ثم نظر إلى قدميّ، فرآهما صغيرتين، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن لي حوضًا كما بين أَيلة وعَمَّان" فإن قدرتَ أن يكون لقدميك عنده موضع؛ فافعل. قال: فقلت: ذنوبي كثيرة. فقال: لا تيأس (¬1).
وكانت وفاته بالبصرة، ولم يبقَ له عقب (¬2).
وروى عنه الكُميت الشاعر، وخالد الحذَّاء.

يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير
[أخو مُطرِّف، وكنيتُه] أبو العلاء، [وهو] من الطبقة الثانية من أهل البصرة. وكان يقول: أنا أسنُّ من الحسن بعشر سنين، وأخي مُطرِّف أسنُّ مني بعشر سنين (¬3).
وحكى أبو نُعيم أنَّه كان يقول (¬4): لأن أُعافَى فأشكر؛ أحبُّ إليَّ من أن أُبْتَلَى فأصبر.
ثم يقول: اللهمَّ، أيُّ ذلك كان خيرًا لي فعجِّلْ به.
وكان إذا قرأ في المصحف؛ غُشِيَ عليه، وكان ثقةً صالحًا، وكانت وفاته بالبصرة، وروى عن أبيه وغيره (¬5).
¬__________
(¬1) بنحوه في "تاريخ دمشق" 60/ 2 (طبعة مجمع دمشق- ترجمة لَبَطَة)، و"مختصر تاريخ دمشق" 27/ 118 (ترجمة الفرزدق). ومتن الحديث الذكور صحيح. ينظر "مسند" أحمد (21327).
(¬2) مختصر تاريخ دمشق 27/ 138. والكلام السالف بين حاصرتن من (ص).
(¬3) طبقات ابن سعد 9/ 156. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(¬4) في (ب) و (خ): وكان يقول ... بدل قوله: وحكى أبو نعيم ... إلخ. والمثبت من (ص). والكلام في "حلية الأولياء " 2/ 212.
(¬5) بنحوه في "طبقات" ابن سعد 9/ 156.

الصفحة 509