كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)

قالت الصُّغرى ما قالتْ عرَف أنها أُمُّهُ، ولم يكن مُراده أنْ يقطَعه حقيقةً، ولعله استَفْرد بالكُبرى فأقرَّتْ بعد ذلك به للصُّغرى، فحكم به لها بإقرارِ صاحبتها لا بمجرَّد الشَّفَقة.
فإنْ قيل: المجتهِد لا ينقُض حكمَ المجتهِد؟، فجوابه: أنَّ ذلك فتوى من داوُد لا حُكم، أو لعلَّ في شرعهم جواز النَّقْض، أو لمَا سبَق من الاحتمالات.
(المدية) بتثليث الميم، سُميت بذلك؛ لأنها تقطَع مَدَى حياةِ الإنسان، وأما السِّكِّين فسُميت بذلك؛ لأنها تُسكِّن حركتَه، وهو يذكَّر ويؤنَّث.
* * *

41 - بابُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
{وَلَا تُصَعِّرْ} الإعْرَاضُ بِالْوَجْهِ.

(باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12])
قولهُ: (تُصعر)؛ أي: في قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان: 18].
(الإعراض) هو تفسيرٌ لمصدر (تصعِّر)؛ لأنه مستلزمٌ له.
* * *

الصفحة 11