كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)
بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ".
تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ.
(آدم) هذا يُؤيد أنَّ مجاهدًا يَروي عن ابن عبَّاس لا عن ابن عُمر؛ لمَا صرَّح بأنَّه أحمر.
(من أُدم الرجال)؛ أي: من سُمرهم؛ لكن هذا لا يُخالف الرِّواية السابقة في عيسى أنَّه أحمر.
(لِمّته) بكسر اللام، وتشديد الميم: الشَّعر المتدلِّي المُجاوِز شحمةَ الأُذُنين؛ لأنها لمَّتْ بالمنكبين، فإذا بلَغ المنكبين فهو جُمَّةٌ، فإذا بلغت شحمة الأُذن فهي وَفْرة.
(رجل الشعر) لا يُنافي هذا ما سبق أنَّ عيسى جَعْد الشعر؛ لأن المراد هناك جُعودة الجسم، وهو اجتِماعُه واكتنازه، لا الشَّعر.
(يقطر)؛ أي: بالماء الذي رجَّلَها به؛ لقُرب ترجُّله، أو هو استعارةٌ عن نَضارته وجماله.
(قطط) بفتح القاف، والمهملة الأُولى: شَديدُ الجُعودة، قالوا: الجَعَد في صِفة عيسى - عليه السلام - مدْحٌ، وفي صفة الدجال ذمٌّ.
الصفحة 28
539