كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 10)
الثالث:
(مثلي)؛ أي: صِفَتي.
(الفراش) جمع فَراشة، وهي التي تَطير وتَتهافَتُ في السِّراج.
وتمام الحديث سبَق، وفيه: (أنا آخذ بحُجَزكُم عن النَّار، فتَغلِبُوني فتَقتَحِمُون فيها).
ووجْه تعلُّقه بقصَّة داود: أنَّ المقصود ذِكْر ما بعدَه؛ لكن ذكَره الراوي معه كما سمعه معه، أو أنَّ متابعة الأنْبياء موجِبةٌ للخَلاص، كما أنَّ في هذا التَّحاكُم خَلاصُ الكبرى من تلبُّسها بالباطِل، ووبالِه في الآخرة، وخَلاص الصُّغرى مِن ألَم فِراق ولَدها، وخَلاص الابن من القَتْل.
* * *
3427 - وَقَالَ: "كَانَتِ امْرَأتانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَتِ الأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لاَ تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا. فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا: الْمُدْيَةُ.
(للكبرى)؛ أي: للمَرأة الكُبرى.
الصفحة 9
539