كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

وَحَظْرِ (إِتْيَانِ) (¬1) المُنصرِفِ منْ حَجِّهِ مِنْ ظَهرِ بَيْتِه، وَوُجُوب إتْيانِه من بَابِه وتَعْجيلِه إلَى أهْلِه بَعْد فَرَاغِهِ منْ حَجِّهِ
¬_________
(¬1) في نسخة (م) "بيان" وهو تصحيف.
4151 - حدَّثنا أبو أمية، حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، عن أيُّوب (¬1)، عن نافِعٍ، عن ابن عُمر، أنَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أقْبَلَ منْ حَجٍّ، أوْ عُمْرةٍ، (فَأَوْفَى) (¬2) على فَدْفَدٍ (¬3) أو شَرَفٍ (¬4) قال: "اللهُ أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ، لا إله إلَّا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، لهُ المُلكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ، آيِبُونَ (¬5)، تَائِبُونَ،
-[313]- عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ". (¬6)
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) ما بين القوسين جاء في نسخة (م) بدون الفاء "أوفىَ"، وهو خطأٌ لُغويٌّ، والصحيح "فأوفى" كما في ح /4155 التالي، لأنها جملةٌ مُركبة من فعل وفاعل، واعترضت بين الجملة الشرطيَّة (أقبل من حجٍّ ..) وبين الجملة الجوابيَّة (قال ..) لِـ: "إذا"، فلا بد من ربطها بما قبلها بحرف من حروف العطف، ومعناها: أَشْرَف.
انظر: القاموس المحيط (ص 1233).
(¬3) فَدْفَدٍ: هي الفَلاةُ من الأرضِ لا شَيءَ فيهَا، وقيل: الغَلِيظَةُ من الأرْضِ ذاتِ الحَصَا، وقيل: الجَلَدُ من الأرْضِ في ارتفَاعٍ.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 149).
(¬4) شَرَف: -بفتح الشين والراء- ما على وارتفع من الأرض.
انظر: مشارق الأنوار (2/ 249).
(¬5) آيبون: جمعُ سلامةٍ لآيب، ومعناه راجعون، رُجُوعا مكرَّرًا. والأوَّاب هو الكَثير الرُّجوعِ =
-[313]- = إلى الله تعالى بالتوبة.
انظر: مشارق الأنوار (1/ 51)، النهاية في غريب الحديث (1/ 79).
(¬6) أخرجه مسلمٌ في كتاب الحجِّ -باب ما يقول إذا قفل من سفر الحجِّ وغيره (2/ 980، ح 428) عن زُهير بن حرب، عن إسماعيل بن عُليّة به، محيلًا متن حديثه على حديث عبيد الله بن عمر قبله ومنبِّهًا على أنَّ حديث أيُّوب فيه التكبيرُ مرَّتين.
قلتُ: الحديث اختُلف فيه على أيُّوب السّختياني في بعض متنه، فروى عنه حمَّاد بن زيد كما عند المصنِّف التَّكبيرَ أربعًا، وروى عنه إسماعيل بن عُليَّة واختُلف عليه، فرواه عنه الإمام أحمد في مسنده (2/ 5) وزُهير بن حربٍ كما عند مسلم (2/ 980، ح 428) التَّكبيرَ مرَّتين، وروى عنه علي بن حُجر كما عند الترمذي في سُننه (ص 228، ح 590) التكبيرَ ثلاثا وجاء في روايته "سائحون" بدل "ساجدون".
ورواه معمر كما عند الطَّبراني في الدعاء (ص 267، ح 848) ومحمد بن مسلم الطَّائِفي (صدوق) كما عند المحاملي في الدعاء (ح / 61) كلاهما عن أيوب: "التَّكبيرَ ثلاثًا".
ولعلَّ الصَّحيحَ من رواية أيُّوب ما رواه معمرٌ ومحمد بن مُسلم الطَّائِفِي وإسماعيل ابن عُلَيَّة في إحدى الرِّوايتين عنه، لموافقتِه ما رواه الجماعة (مالك، الضحَّاك بن عثمان، عبيد الله بن عمر، عمر بن محمد) عن نافع، وهو أنَّه -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر ثلاثًا، انظر الأحاديث الآتية: (ح / 4153، 4154، 4155).
من فوائد الاستخراج: =
-[314]- = • روايه عن أيوب السختياني هو: حمَّاد بن زيد، وهو أوثق النِّاس فيه.
• فيه بيان للمتن المحال به على متن آخر.
انظر: شرح علل الترمذي (2/ 699).

الصفحة 312