كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 10)

باب ذكرِ دُعاء النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- لِلْمدينَةِ وأهلِها وصاعها ومُدِّها (¬1)
¬_________
(¬1) المُدّ: رُبعُ الصَّاع، وسبق أن فصَّلت في الصَّاع النَبَويٍّ في ح/3631.
انظر: النِّهاية في غَريبِ الحَديثِ (4/ 308).
4160 - حدَّثنا الصغاني، حدَّثنا عفان بن مسلم، حدَّثنا وُهَيب (¬1)، حدَّثنا عَمرو بن يحيى، عن عبَّادِ بن تَمِيمٍ، عن عبد الله بن زَيدٍ، عَنْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مكةَ ودعَا لَهَا، وحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لهاَ في مُدِّهَا وَصَاعِهَا بِمِثْلِ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ (لِمَكَّةَ) (¬2) ". (¬3)
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء مع مسلم.
(¬2) ما بين القوسين تصحَّف في نُسخة (م) إلى "بمكة" والتصويب من المصادر الحديثية التي أخرجت الحديث، ومن الأحاديث الأخرى في الباب، وسِياق الحديث يقتضى هذا التصويب أيضا.
(¬3) أخرجه مسلم في كتاب الحجِّ -باب فَضلِ المدينة ودُعاء النَّبي -صلى الله عليه وسلم- فيها بِالبَركةِ وبيانِ تَحْريمِها وتَحريمِ صَيدِها وَشَجَرِها وبَيَانِ حُدُودِ حَرَمها (2/ 991، ح 455) عن إسحاق بن إبراهيم الحَنْظَلِيِّ، عن المغيرة المخزومِيِّ، عن وهيب به، مُحيلا متن حديثه على حديث الدَّرَاوَردِيّ عن عمرو بن يحيى المازِنيّ قبله، وقال: "أمَّا حديث وُهيبٍ فكرِواية الدَّراوردِيّ "بمثْلَي ما دعا به إبراهيم" بالتثنية: "مِثلَي"، وأخرجه البخاريُّ في كتاب البيوع -باب بركَة صاعِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ومُدِّه (ص 342، ح 2129) عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 40) عن عفَّان، وأخرجه =
-[324]- = الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 192) عن عليِّ بن مَعبدٍ، عن أحمد بن إسحاق الحَضْرَميِّ، ثلاثتُهم عن وُهَيبٍ به، ولفظُهم: "بِمثْلِ ماَ دعَا بِهِ إبراهيمُ"، بالإفراد: "مِثل"، مِمَّا يَدُلُّ على اختلاف الرُّواة على وُهيب في لفظ الحديث، ولفظُ الجَماعة أصحُّ، ولذا أخرجه أبو عوانة، ويشهدُ لِصِحَّته رواية عمرو بن يحيى المازني عن عبَّاد بن تميم، كما في الحديث التالي.
من فوائد الاستخراج:
• تصريح وهيب بالتحديث، بينما عنعن لدى مسلم.
• فيه بيانٌ للمتن المُحال به على من آخر.
• إخراج المصنِّف اللَّفظَ الأصحَّ عن وُهيب.

الصفحة 323